ط
أخبار متنوعةالشعر والأدب

قصيدة : الأحصنة . للشاعر اليمني / وليد الشواقية

( الأحصِنَة )

كلُّ احتمالاتِ الهزيمةِ مُمكِنةْ

فاربَح جنودَك

إن خسِرتَ الأحصِنةْ

وامنَح جُنونَك عُزلةً أُخرى

وهَب رئتيك حُزناً آخراً

لِتُدخِّنَهْ

الموتُ ركعتُك الوحيدةُ

لا تمُت

وإذا اضطررتَ فواقِفاً كالمِئذنةْ

والليلُ منفاك الطَّويلُ

فلا تخُن منفاك

ماذا لو يظنُّك موطِنَهْ ؟!

جافاك مضجعُك القديمُ

وخانك الخِلُّ النديمُ

وأوحشتك الأمكِنةْ

تمتدُّ وحدَك مثل جُرحٍ

تنزوي كالجُرحِ

تأتيك الجِراحُ مُلوَّنةْ

لا وحيَ يُقرِئك السَّلامَ

ونصفُك الباكي نُبوءاتٌ

ونصفُك شيطنةْ

فاركُض برُوحِك نحو مديَنها

كما مُوسى

مضى رُوحاً فلاقى مديَنَهْ

واحمِل على إيمانِك الدُّنيا

وإن صعُبَت

تكُن في عينِ قلبِك هيِّنةْ

قد تُبصِرُ النَّبعَ الغزالةُ

في اللظى

لو أنَّها بالنَّبعِ حقَّاً مُؤمِنةْ

والنَّاسُ يا بنَ النَّاسِ

جمٌّ شرُّهُم

فإذا جنَيتَ الشرَّ فاختَر أهونَهْ

وعليك إن غُمَّت مودَّةُ صاحبٍ

اترُكهُ للأيامِ تكشِفُ معدِنَهْ

وأطِلْ جفاك تُهَبْ وجانِب تُجتَنَبْ

وازهَدْ بلومِك خشيةً أن تُدمِنَهْ

فالحُرُّ لن تلقاهُ مُنكسراً

على حَدِّ الأسِنَّةِ

بل بحدِّ الألسِنةْ

واهجُر أخا الفحشاءِ

واقطَع كلَّ من آخاهُ

إنَّ الفُحشَ عدوى مُزمِنةْ

عند الشَّدائدِ مُطمئِنَّاً كُن

فلا تقسُو الرِّياحُ

على الغُصونِ الليِّنةْ

لا بأسَ بالخوفِ القليلِ

فرُبَّما

بلغَ المُسافرُ بالمخاوفِ مأمَنهْ

يا أيُّها الولدُ المُسافرُ بالسُّرى

أتغارُ من نهرٍ يُقبِّلُ سوسنةْ ؟

نامَت حبيبتُك

التمس لك دمعةً

ما للهوى نومٌ عليك ولا سِنةْ

ستُحِبُّك امرأةٌ غداً وتخُونُها

فاعذُر هواك

ولا تقُل : ما أخونَهْ

لا حُبَّ إلا ما انكسرتَ بهِ

فلا تذهَب

سُيرجِعُك الحنينُ لِتحضنَهْ

عُدْ وانكسِر

عُدْ وانتظِر

عُدْ وانتصِر

كلُّ احتمالاتِ الهزيمةِ مُمكِنة

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى