ط
الشعر والأدب

قصيدة الأزهر ؟ للشاعر / خالد الشيشينى

الأزهر
“”””””””
حَجَّ الوجُودُ إلَى العلُومِ فَأَزهَرَ
وَالفضلُ بَعدَ اللهِ خَصَّ الأَزهَرَ

عَمَّ الضِّيَاءُ عَلى الرِّبوعِ سَمَاحَةً
وسَرَى الحَدِيثُ على النِّطَاقِ مُكَبَّرَا

صَرحٌ ويَقصِدُهُ الأَنَامُ تَفَقُّهَاً
مِن كُلِّ صَوبٍ بالمَدَائِنِ والقُرَى

والمُهتَدُونَ إلى الضِّيَاءِ تَطَلَّعُوا
فَأَتوا إليهِ ،فَكَانَ كانَ الأَبهَرَ

بينَ الكَوَاكِبِ في السَّماءِ يَرونه
ذو الألفِ عَامٍ لَم وَلن يَتغيَّرَ

حِصنٌ مَنِيعٌ بالأَمَانَةِ سائرٌ
لا زَيفَ فِيهِ ،ولا مَغَانِمَ تُشتَرَى

والمَوجُ عَالٍ والرِّيَاحُ بلا هُدَى
وتراهُ وِفقَ اللهِ – قَطّ – مُسَيَّرَا

لا لَن يَمِيلَ وَهَل تَمِيلُ رَوَاسِخُ
أبقَى عَليهَا اللهُ شَيئاً قُدِّرَ؟؟!

كَم حَاوَلَ الأشبَاحُ أَن يَتَصَيَّدُوا
فِي رَأسِ مَن وَرِدَ الخَرِير وعَكَّرَ

صَالُوا وجَالُوا كَي يَنَالُوا قَصدَهُم
مِن كُلِّ أبيضَ فِي الوجُوهِ وأنضَرَ

إنَّ السَّلامَةَ فِى المَقاصِد تَحتَمِي
بِحِمَى الإلهِ ،وكم تَصونُ مُثَابِرا

مَانَالَ غَىٌّ مِن صَبَاحٍ طَاهِرٍ
مَلأ الوجُودَ مِن الرَّحِيقِ وعَطَّرَ

دَينٌ كبيرٌ في الرِّقابِ إلى المَدَى
وَلئِن عَجبتَ فلا عُجَابَ لمن يَرَى

لِلأزهرِ المَعمورِ حقُّ شهادةٍ
لولاهُ لم تَجِد العلومُ مُناصِرَا

مَرَّ الزَّمَانُ على العقودِ ولَم يَزَل
إلَّا ضِياءً… للزمانِ مُقَدَّرَا

حَلقاتُ عِلمٍ فِي البكورِ أَخَذْنَهُ
ورَفَعْنَهُ صَوبَ العُلا مُتَصَدِّرَا

فأزَاحَ عن يَبَسِ المَشَارِقِ ليلَهُ
وأفاضَ غَيثاً بالجفافِ فَأثمرَ

وأنارَ قندِيلَ الطَّريقِ لنَقتَفِي
لمَّا عَلمنَا بالسَّبيلِ مَخَاطِرَ

*********

وَلَقَد أَخَذتُ العِلمَ عَن أَحبَارِهِ
وَجَرَى القُرَانُ على اللسَانِ مُيَسَّرَا

بَدَتْ العُلومُ كَأنَّهنَّ سَنَابِلُ
نَجنِي وَنَحصِدُ فِي العُلُومِ لِنَبذُرَ

مَدَّ اليَدَينِ لِمَن يُرِيدُ مَعَالِيَاً
وَدَنَا إليهِ مُوَجِّهَاً ومُبَشِّرَا

حُسْنُ الخَلَاقِ عَلى العلُومِ مُقَدِّمٌ
وَتَراهُ بالفِكرِ الوَسِيطِ مُجَاهِرا

سُنَنُ التَّعَايُشِ قَد أَقَامَ لِوَاءَهَا
يُرسِي الإخاءَ ولا يُريدُ تَأخُّرَا

أفكَاره السَّمْحَى تُمجِّدُ فِكرَهَا
ولِغيرِ فِكرٍ صَائِبٍ لَن تَحظُرَ

للرَّأيِ والرَّأيِ المُغَايِرِ كَم تَعِي
أنَّ الحِوارَ سَبيلُنَا نَحوَ الذُّرا

*******

عُلَمَاؤُهُ الأَعلَامُ عَلَّمَ عِلمُهُم
كُلَّ الأوائِلِ فِي القُرُونِ وَبَصَّرَ

كالشَّمسِ كَانُوا فِي القَدِيمِ ، وضَؤُهُم
لمَّا يَزَل – رَغمَ الشِّتاءِ – مُسَيطِرَا

للهِ أَهلٌ في الرِّبُوعِ يَخُصُّهُم
ويُجِلُّهم ، هُم أهلُهُ دونَ الوَرَى

يا أزهَرَ التوحِيدِ فَوقَ رُؤسِنا
تَاجُ الفخَارِ على المَدَارِ مُطَهَّرَا

للفَخرِ شَأنٌ إذ لِصَرحِكَ أَنتَمِي
ولأَنتَ أهلٌ كي أكُونَ مُفاخِرَا
_
#خالدالشيشيني
_

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى