ط
الشعر والأدب

قصيدة : الأمــارةْ ..للشاعر / عادل غتوري

***
1

تـبـدَّتْ فـاسْـتبدَّتْ بــي الأمــارةْ

أحـالـتْـني لــشـيءٍ كـالـصُّـهَارةْ

أيُــعــقـلُ أنْ تـُـذَوِّبـَـنـي فـــتــاةٌ

وتـتـركـَنـي تـزوبـعـُني الإثـــارةْ؟

تُــلـمـلـمُـنـي وتــنــثـرُنـي رذاذاً

وتسألُني وتضحكُ….ما العبارةْ؟

2

ويـبكي الـعندلُ الـزغبُ اعـتصارا

فـــلا فــجـراً يُــرجَّـىٰ ولا نــهـارا

إذا مــا لـحـظةُ اسـتـبشارِ مـرَّتْ

يـخـيـبُ رجـــاءُهُ يُـقـعي انـهـيارَ

فـمـاذا عـسـاه إذ سـجـنوهُ فـيهِ

يــفــكُّ الــقـيـدَ أو يـطـفـي إوارَا

3

أيـالـيلاي طـفـلُكِ لـيـس يــدري

لماذا النَّاسُ رغم الضنك تضحكْ؟

نــهــاري كـــدَّروهُ فــطـالَ لــيـلٌ

تـمـادىٰ بـطـولهِ وتـبـدَّىٰ أحـلَـكْ

وضــجَّـتْ فـتـيـةٌ رفــقـاء مــنِّـي

وراحـوا جـميعُهم تـركوني أهلَكْ

4

لِــجـارتِـنـا الــزعـامـةُ والإمــــارةْ

تـسوقُ الـدِّلَّ دومـاً وَسْـطَ حـارةْ

فـتـنـزعِـجَ الــحـسـانُ ويُـعـلِـنُـنَّ

بـهـتـكِ ســتـارِ أربــابِ الـدعـارةْ

تُـعـادُ مـشـاهدٌ فــي كــلِّ يــومٍ

بـحـلـقي غــصـة يــا للـمـرارةْ

5

أيـالـيـلاي فــكـري لـيـس يـهـدأْ

ودمــعـي لا يـكُـفُّ عــن انـهـمارْ

بـعـيني الـنَّـاسُ كـلُّـهمُ وحـوشٌ

مــآلـي يـقـودُني نـحـوَ احـتـضارْ

سـأبـقىٰ بـينهم وإلامـا أبـقىٰ ؟

يـضـيـق الـكـون لا يُـجـدي فــرارْ

6

وشـيخي مـحفِّظي عبساً تولَّىٰ

عـن الـطفلِ الـرقيقِ الـمستكينْ

تُـلـقِّـنُـنَـا الــقـسـاوةَ خــيـزرانُـهْ

وتُــكـرِمُـنـا كــفــوفُ الأكــرمـيـنْ

إذا ضـاقـتْ حــدودُ الـكـونِ مُـتـنا

ومـامُـتـنا عــلـى وجــهِ الـيـقينْ

7

أيـالـيـلاي كـيـف تـريـنَ قـهـري؟

وكـيـف تـريـنَ عـنـدلَكِ الـفـصيحْ

أتـرضـين الـمسيرَ إلـى جـواري؟

ألـيـس يُـضيرُكِ عـشقُ الـجريحْ؟

ثـقـي بـفـؤادي يـالـيلى وقـولي

لِأهـلِـكِ قــد عـشقتُ فـتاً ذبـيحْ

8

مــعـارجُ تُـرتـجـىٰ حـــالٌ يــكـفُّ

وتـلـتـمعُ الـمـهـالكُ لـــي أعِــفُّ

أسـيـرُ ودربــي الـمـحشوُّ شــراً

بــعــزمِ مـقـاتـلٍ ثِـقَـلـي يــخـفُّ

ولـــي أنــمـوذجٌ فــي كــلِّ فــنٍّ

إلــيـهِ تــتـوقُ أعـطـافـي تـــرفُّ

9

أنــــا والــلـيـلُ يـالـيـلـى وأنـــتِ

سـلاماً حـيثُ كـنتُ وحيثُ كنتِ

تـنـامُ الـناسُ فـي بـلدي عـميقاً

وحـالُـهمُ الـشـقاءُ كـمـا عـلِـمتِ

وقــبـلَ الـطـيـرِ يـنـتـشرونَ كــدًّا

خُـطـاهمْ لـلـفنىٰ لـكـنْ بـصمتِ

10

لـيـالي الـصـيفِ يـاأنـسَ الـرفاقِ

لـمـاذا تـعـجلين إلــىٰ الـفـراقِ؟

فــلازالــتْ نـسـائـمُـكِ بـقـلـبـي

إلـيـها أحِــنُّ يـاطـولَ اشـتـياقي

عــدائـي كـمـاهـو لــكَ يـاشـتاءُ

كـمـا بـغـضي لـمعتنقي الـنِّفاقِ

11

أيـــا صـعـلـوكُ حــاذِرْ أنْ تُـصـانعْ

لـتـبـقَ مـنـافـحاً جــلْـداً مـدافـعْ

مـبـادئُـكَ الــتـي نُـشِّـئْتَ فـيـها

سـتـبـقيكَ الأعـــزَّ بـــلا مــنـازعْ

سـتـأكلُكَ الـضِّـباعُ إذا سـقـطتَ

فـكنْ حـذِراً مِـن اربـابِ الـمطامعْ

12

هــنـا الإجـــرامُ يـنـمو بـالـدِّعايةْ

يــهــلِّـلُ ذا وذا يــتــلـو روايـــــةْ

لـــدىٰ الـقُـصَّاصِ أخـيـلةٌ لـواقـحْ

تــنـامُ الــنـاسُ تـحـلمُ بـالـنهايةْ

فـيـأتي الـصـبحُ يـحـكي تـرهاتٍ

عـن الـهرِّ الـذي اقـترفَ الـجنايةْ

13

هــنـا الأيـــامُ كـالـحُـلُمِ ارتـجـالْ

مِـــــن الآزالِ يُــرعـبُـنـا الــــزوالْ

أمُــدُّ الـخـطو عـلِّي أنـالُ حـظِّي

فـأجـني الـوهـمَ والـعِلَلَ الـثِّقالْ

وحـين شـتَلْتُ بـين الناسِ حبي

تـمادوا بـفحشهم ركـبوا الـضلال

14

أيــا لـيـلاي هــذا الـظـلُّ ظـلِّـي

وذا أثــــري وذا فــعــلُ الـهُـمـامْ

مـــلاكٌ أو فــتـىٰ نــضـرٌ بـسـيطٌ

تـبـنُّـوا جـمـيـعُهم قـتـلَ الـغـلامْ

ومـــا أنــا بـالـمسلِّمِ بـانـهزامي

ومــثــلـي لا يُـــــذلُّ ولايُــضــامْ

15

أيــالــيـلاي بــسـمـتُـكِ صــبــاحْ

يـحيلُ الـنَّهي في شرعي مباحْ

ولــــولا الــحــبُّ يـالـيـلاي كــنَّـا

كــريــشٍ أمــــرُهُ بــيــدِ الــرِّيـاحْ

مــــآلُ الـمـبـغـضين إلـــىٰ زوالٍ

وذا مــاجــاءَ بـالـكـتبِ الـصـحـاحْ

16

تَـفـرَّقـنـا أيــــا لــيـلـىٰ وتـبـقـى

قـصورُ الـحبِّ فـي قلبي مَشِيدةْ

عـلى ذكراها يبقى النبضُ يعزفْ

ويـوقـظُني الـكرىٰ حـتَّىٰ أُعـيدَهْ

بـقلبِ الـحلمِ أنـتِ الـحلمُ لـيلى

مــريـدٌ ذائـــبٌ بــهـوىٰ الـمـريدةْ

17

أيـــا لــيـلاي مــاتَ أبــي وغـابـا

وضــلَّ الـمـوتُ عـنَّـا ومــا أصـابـا

حـكـايا الـمـوتِ نـسـمعُها كـثيراً

ولا نـــدري مـتـى سـيـدُقُّ بـابـا

يـمـوتُ ولــمْ نَـمُـتْ كـمداً عـليهِ

وأيـــــمُ اللهِ جــانَـبْـنـا الــصــوابـا

18

أبـــي إنِّـــي أيـــا أبــتـي أحِــنُّ

لِــبـسـمـاتٍ وضِــحْـكَـاتٍ تــــرنُّ

صـغـيـرُكَ لايـــزالُ يــريـدُ حـضـناً

يـــهـــدئ روعَ أعـــضــاءٍ تـــئــنُّ

لــو انَّــا نـسـتطيعُ دفـعـنا عـنـكَ

ومـــــا كـــنَّــا بـــــأرواحٍ نــضِــنُّ

19

أيــا أمـي الـسماحَ إذا مـا خِـبتُ

وخـــابَ رجـــاكِ يـــا أُمَّــاهُ فـيـنا

فـعَـلْـنا الـمـسـتطاعَ بـبـحرِ لــجٍ

تـمـزَّقـتْ الــشـراعُ بـمُـسـعِفِينا

ظـروفٌ مـا اسـتطعنا الفوتَ منها

صـــروفُ الــدهـرِ لـــصٌّ يـقـتفينا

20

أيـــا لـيـلاي أشـقـاني اصـطـبارُ

وكــدرُ الـعـيشِ والـمِـحَنُ الـكـبارُ

فــلا أدري لِأيــنَ أُوَلِّــي وجـهي

ووجـــهُ الــزيـفِ حــقٌّ مـسـتعارُ

يــحــظُّ الــحــظُّ أنــــذالً أضــلـوا

فـلايَـخـدعْكِ يـــا لـيـلـىٰ الـوقـارُ

21

سـألـتُ الـنـاسَ لا شــيءً تـأبُّوا

وقـبـلُ سـؤالُـهم كـنـتُ الـمُـعينا

فــلانـرجـوا ســــوى ربٍّ كــريـمٍ

عــلـيـهِ تِـكـالُـنـا مــهـمـا أُذيــنـا

ونـمـشـي مـاابـتُـلينا بـغـيرِضجرٍ

ونـبـقـى نــقـولُ خـيـراً مـاحـيينا

***

عــــــادل غــتـــــــوري

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى