قصيدة : الدنيا برتيتة .. للشاعر / مدحت يوسف

راحِت لَيالي الأُنس

وِالضِّحكة وِالتَّفاريح

وِالمَغنى وَيا الدَّنس

راحواْ فـ مَهب الرِّيح

ليه يا دُنيا زَنَقتي؟

كان نِفْسي اعيش وَقتي

دَه عُمري اللي راح بِالأمس

دار بيا كَما المَراجيح

مَحسوبكواْ كان فَهلوي

والأشية كات مَعدن

مَكسب كِتير بِالأوي

وِالبال سَعيد جِداً

الجِسم جامد قوي

وِالفَجر كان يدَن

يضحَك عَليا الشِّيطان

وِلِلمَعاصي يُبيح

طول عُمري احِب السَّهر

واسهَر لِحَد الصُّبح

لا في حَد مَرة نَهَر

وَلا قال بِتعمِل قُبح

كان كُل هَمي اشتَهر

وِيزيد فـ إيدي الرِّبح

لا يهم مين بَقىٰ خَسر

وَلا حَتىٰ مين اتكَسر

وَلا مين حَيبقىٰ صَحيح

فَنط بَقىٰ وِبَشّكي

وِاديني سَيف مِن تَحت

طول عُمري وَانا بَشكي

وَلا ثانية واحدة ارتَحت

إلعَب كَمان عَشرة

أنا وِانتَ عـ الكومي

عَلىٰ اللي خانواْ العِشرة

وِزَوِدواْ هُمومي

مـَ الدُّنيا دي دَستة

وِاحنا اللي لَعيبة

ياما نيمنا عـَ البَسطة

ما في حَد قال عَيبة

وِلَما كَبر سِني

عَني اتفَرَق سَِني

وِالشَّعر شاب مِني

حَتىٰ اللي كان مِني

ما بيراعي فـ الشَّيبة

وَلَو روحت فـ الغَيبة

الدُّنيا فيا تِطيح

فَرَق بَقىٰ وِاديني

وِارمي كَمان عـَ الأرض

خايف يزيد دَيني

وَارجع أروح لِلقَرض

أخالِف أُصول دِيني

وَاسيب الصَّلاة وِالفَرض

أما الشَّرف وِالعَرض

أموت وَلا اعيش فيه جَريح

نِرجَع بَقىٰ لِلعبِنا

أنا وِانتَ يا زَماني

دَه الهَم وِالأحزان

هُما اللي عازمِني

أما الهَنا وِالفَرّح

بيستَعيذواْ مِني

وَلَو مَرة عازواْ مِني

بياخدوه بِالتَّقبيح

سِت البَنات وِالوَلَد

إتأمرواْ عَـ الشَّايب

هَجواْ وِسابواْ البَلد

وِقَلب العَجوز دايب

دي حِكايتُه لَما اتجَلد

لِحد اما رَجَع تايب

شايب في حُب الصَّبية

راح فَرَد لَها كَفُه

إداها عَقلُه وِقَلبُه

قالِت لُه ما يكفواْ

فَتحِت عِنيها في جِيبُه

مال مـ الميزان كَفُه

وِراح مَع الظَّيطة

قالِت لُه خَدتَك عَجوز

وَانا شابة وِصَبية

وِالقَلب لَما يُعوز

مال الغَرام بيا

دَه العيَش مَعاك لا يَجوز

وِانتَ رابِط فيا

بِعُقدَة وِشنيطة

قال لَها خَدتِك فَقيرة

وِلَبيستِك الغَالي

هَجرت عيلتي الكَبيرة

وِالجَيب صَبَح خالي

آه يا امُ الشَّرف عيرة

فاض صَبري مِن حالي

وِحَهِد انا الحَيطة