الإسم : عائدة يوسف طلوزي
اسم الشهرة : عائدة الطلوزي
البلد : الأردن
فئة شعر النثر
رابط صفحة الفيس بوك
الراحلُ الغائبُ
يا قلبُ أما زلتَ تحنُّ لراحلٍ
والوتينُ في معبد الهَوى راهِب
ما هزَّك رحيلَهُ كَما يهزُّكُ الشّوقُ اليهِ
أراكَ ما زلتَ تشتاقُ للغائبِ
أسرجتَ ليَ الليلَ لأمتطيهِ
لألتقيَ طيفَهُ وأناجيهِ
أترجاكَ أنْ أنساهُ لأرتاح
وتُؤكدُ لي أنَّ النسيانَ غيرَ صائِب
أقدّمُ لكَ كؤوسَ النّسيانِ مِرارًا
وتَرميها وتقولُ ما أَنا مِنها بشاربٍ
حيّرتني فُؤادي والحيرةُ تغتالُني
وتَصلبُني عَلى بابِ الهَوى بِلا حراكٍ
أصدُّ عنْ ذكراهُ لكنّي مغلوبةٌ
عَلى أَمري واَنتَ يا قلبُ الغالبُ
أَنا ضعيفةٌ لا أَقوى على النّزالِ
ولكنّك يا قلبُ منْ أجلهِ تحاربُ
أهدهدُ عَلى الأشجانِ حتّى تَغفو
تغافلُني فتوقظُها وصوتُكَ صاخِبٌ
وتمرُّ نسائمُهُ يَشتمُّها الوتينُ
ما كنتُ أريدُ أنْ يتجددَ هواهُ
ولكنّك يا فؤادُ بهواهِ راغبٌ
فيردُّ القلبُ بصوتٍ مبحوحٍ
وهوُ معذبٌّ مذبوحٌ
أَنا مثلُكِ ضعيفُ الأركانِ رقيقٌ
هواهُ دكَّ حُصوني عنوةً
واستعمرَ النبضَ والوتينَ
باللّهِ كفاكَ ملامةً وزجرًا
فقلتُ يا قلبُ مهلًا
ما عدتُ ازجركَ وَما أَنا بعاتبٍ
لكنْ تعبتُ منْ هوىً كأنّهُ سرابٌ
والدّمعُ ألهبَ أَجفاني بنارهِ
وعهودٌ بالوصالِ ما أتتْ أُُكلُها
كأنّ وعدهُ بأنْ يعودَ كاذبٌ
كِلانا يا فُؤادي عشقناهُ بفتونٍ
وكِلانا شَربنا منْ كأسِ الخذلانِ
وكِلانا تَمنّعنا عنْ نسيانهِ
فأَنا خائبةٌ في الهَوى وأنتَ خائبٌ
كِلانا عَشقنا رجلًا واحدًا
هُو عنّا كِلانا راحلٌ وغائبٌ
عائدة طلوزي..الأردن