_____ قصيدة الرُقيا _____
.
تِـلـكَ الجَـميـلةُ لا رُقـيا سَـتُنسـيها
ولا مَـديـحُ حـروفي سَوفَ يكفيها
.
وَشاعرُ العِشقِ يَبقى وَسطَ حَسرتهِ
حُـروفَهُ سَـطـوةُ الأَشواقِ تَـطويها
.
لِوجـهِـها يَـرتجي شِـعـراَ يَليقُ بهِ
فَيَهرُبُ الطيفُ كَي تُخفى مَعانيها
.
فَـتـارةً يَـنـفـِثُ الأَوجـاعَ في ألَـمٍ
يُـثيـرُ وَجـداً يُنـادي كُـلَّ ما فيها
.
وتـارةً تَـستطيبُ الصمتَ أَحرُفُهُ
لأَنَّ في نُـطـقِها سَـيفُ سَيَـسبيها
.
حَـيـثُ المـليحةُ تَحيا بَينَ أضلُعِهِ
يُـمـيتُـها بُـعـدُهُ والقُـربُ يُحـيـيها
.
قـد دارَ في فَـلكِ العُـشّاقِ تَحمِـلُهُ
ريحُ السُهادِ بِشَوقٍ نَـحوَ ماضيها
.
وَاَنـبَـتَ الـحُـبُّ آمـالاً تُـهَــدهِـدُهُ
وباتَ يَـعـزِفُ عِــشقاً في لَيـاليها
.
تـلـكَ الحـبـيبـةُ في بُـعدٍ يُحـطِّمُها
مِن غيرِغيثٍ فَكيفَ الصَبرُ يَرويها
.
جَـنى عَـلَيـها فِـراقٌ لا انـتِهـاءَ لهُ
فَـكيـفَ تَـشكو بِما يَجـري لِجانيها
.
تُصَبِّـرُ الروحَ في يومٍ سَيُـسعِـدُها
تُخفي سيولَ الجَوى والعَينُ تُبديها
.
إذا غَـفـا جِـفنُـها يَوماً تُـحـاصِـرُهُ
أَشـواكُ شـوقٍ سَـجـينٍ في أَمانيها
.
وَقَـد تراها لِفرطِ الضـيقِ أَحرُفُـها
كـعَـزفِ نايٍ تَـغَـنّـى في قَوافـيهـا
.
طَيفُ الحبيبِ سَـيأتي دونَ مَوعِـدَةٍ
لَـيـلاً بِـحُـبٍّ وفي دفءٍ يُـغَـطّـيـهـا
.
كَم غابَ عَنها وصارَ الجَمرُ مَهجَعَها
لكِـنَّ رؤيـاهُ عِـرسٌ سَـوفَ يُـنـديهـا