ط
الشعر والأدب

قصيدة الصدق ..للشاعر / عماد ابراهيم النابى

رسالة قنا / محمد عبد الله

( قصيدة الصدق )

البدرُ يبقى مضيئاً أينما ذهبا
لا ينقصُ البدرَ شيءٌ أنَّهُ حجبا

والورد باقٍ له من ريحهِ عبقٌ
حتى إذا أصبحت عيدانه حطبا

سأوصف الآن ما قد كنت أحسَبُهُ
مني بعيداً ولكن هاهو اقتربا

كم كان يرنو تجاهي دونما سببٍ
من كبريائي أرى إقدامَه كذبا

الحبُّ يبدو لبعضِ الناس مختلفاً
كالموتِ يأتي فلا تستوضح السببا

تلك الحكايات للعشاق موجعةٌ
قد لمتُ قارئَها كذَّبتُ من كتبا

أتانيَ الحبُّ من جهلٍ ألاعبهُ
لا يأمنُ النَّار من بالنَّارِ قد لعبا

ها قد سُقيتُ كوؤس الحبِّ منفرداً
ها قد لمستُ بكفي النَّجمَ والسُّحبا

قد روادتني عيونٌ فاستجبت لها
فلست يوسف كيما ألزم الأدبا

وليسَ لي في الهوى سبقٌ فيعصمني
كي لا أعيشَ بأرضِ الحبِ مغتربا

كم عاشقٍ وأنينُ الحبِّ يلزمه
فلا مفرَّ له لا يقدرُ الهَربا

الحبَّ يا صاحِ أقدارٌ مقدَّرةٌ
لا يمنع الحرص مكتوباً إذا وجبا

من قبلها كانت الأشعارُ كاذبةً
والبوحُ يُهدي نفاقاً كلَّ من رغبا

كلُّ القصائدِ يا عمري مزورةٌ
قصيدةٌ الصدقِ تمحو كلَّ ما كُتبا

فصدِّقيني فإنِّي الآن مختلفٌ
وعاتبيني فإنِّي أقبل العتبا

فربَّ خالٍ ويشكو الناس من وجعٍ
و ربَّ صبٍّ يَرى في صبره العجبا

مرارةُ الجرحُ لو كانت مخبَّأةً
يزداد صاحبها عن غيرهِ تعبا

ذرفتُ دمعاً فهل دمعي يؤازرني
متى المدامعُ كانت تطفئ اللهبا

يا شاكيَ البعدِ لا تشكو مواجعَهُ
فالسهمُ يؤذي كثيراً كلما اقتربا

وكلُّ يومٍ من الحرمان محتسبٌ
عندي بعشرٍ من الأعوام إن حُسبا

لمَ العتابُ لقلبٍ قد أتيتُ به
من غيرِ ذنبٍ كطفلٍ في زمان صبا

يرى خيالاً لها في كلِّ ناحيةٍ
ويتبعُ الظلَّ منها أينما ذهبا

هذي قصيدة صدقٍ قد كتبتُ لها
ما أجمل الشعر لَمّا فارق الكذبا

أعوذ باللهِ من قلبٍ يحنُّ لها
من غير حقٍّ لحقِّ الغير مغتصبا

أمَا ورَبّيَ ما في الحبِّ معصيةٌ
لا يحملُ الذَّنبَ من للعقلِ قد سلبا

الشاعر عماد ابراهيم النابي

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى