قصيدة : الظل لا يرحل أبداً . مسابقة الشعر العمودى بقلم / عبد الرحمان الوادي . المغرب

الاسم: عبد الرحمان الوادي
الدولة: المغرب
رقم الهاتف والواتس آب: 36 56 91 10 6 212+
رابط صفحتي في الفيس بوك:
https://m.facebook.com/abderrahmaneloidi?ref=bookmarks
فرع مشاركتي: قصائد الفصحى/الشعر العمودي
عنوان القصيدة: الظل لا يرحل أبداً

رَحَلْنا وَظَلَّ الظِّلُّ مِنْ بَعْدِنا هُنا
حَريصاً عَلى الْبَيْتِ الْعَتيقِ الَّذي اخْتَفى

وَلَمْ تَعْرِفِ الْأَنْقاضُ عَنْهُ حِجارَةً
وَلا يَذْكُرُ الدُّخّانُ خَيْطاً لَهُ نَفى

رَحَلْنا وَلَمْ يَرْحَلْ لَكَمْ ضاعَتِ الْخُطى
سُدىً خَلْفَ خَطْوِ الْأَمْسِ مَشْياً عَلى شَفا

رُجوعٍ إِلَيْنا عَبْرَ فَجٍّ مُخاتِلٍ
عَلَيْنا يُطِلُّ الْآنَ وَجْهٌ بِلا قَفا

لِماذا تَرَكْنا الْجِسْرَ يا صاحِ جِسْرَنا
وَسِرْنا عَلى طولِ الْفُؤادِ الَّذي جَفا

تَناهى إِلى أَسْماعِنا صَوْتُ عابِرٍ
يَصيحُ بِنا ما بالُها لَمْ تَصِحْ كَفى

أَلا تُتْقِنُ الْبَلْهاءُ لَهْواً مُغايِراً
سِوى قَتْلِ أَوْ تَشْريدِ مَنْ كَفَّ وَاكْتَفى

بِقَلْبِ الدَّوالي يَنْثُرُ الْحُبَّ أَيْنَما
تَوَلّى زِمامَ الْحُلْمِ بِالْماءِ يُحْتَفى

نَرى عَبْرَ عَيْنِ الظِّلِّ ما لا تَرى الْأَنا
نَرى كُوَّةً تَعْلو جِداراً وَقَدْ عَفا

نَرى نَوْرَساً يُهْدي جَناحاً لِمَوْجَةٍ
عَلى ضَوْءِ قِنْديلٍ خُطى اللَّيْلِ تُقْتَفى

نَرى دُمْيَةً تَحْكي حَياةً لِأُخْتِها
صَقيعاً يَضُمُّ الشَّمْسَ في حُضْنِها غَفا

نَرى بَيْنَ فُسْتانٍ وَشالٍ وَشِبْشِبٍ
حِذاءً وَسِرْوالاً وَقَلْباً وَمِعْطَفا

وَنُصْغي لِصَوْتِ الصَّمْتِ فينا بِسَمْعِهِ
لِهَمْسٍ كَسيرٍ كاسِرٍ كَسْرُهُ طَفا

لِشَكْوى لِجامٍ لَمْ يُصافِحْ يَدَ الْفَتى
لِخَشْخَشَةِ الْأَحْداقِ أَحْداقِ مَنْ هَفا

لِحُزْنِ التَّباشيرِ الَّتي شَبَّ عودُها
عَلى وِجْنَتَيْ أُنْثى مِنَ الشَّمْعِ وَانْطَفى

حَسيسَ الْعَذارى نَسْمَعُ الْعُمْرَ كُلَّهُ
مَتى مَسَّهُنَّ الشِّعْرُ مِنْ شاعِرٍ وَفى

نَشُمُّ التُّرابَ الْمورِقَ الْمُرْتَوي بِنا
بِعُمْرٍ مِنَ الْقَطْرِ الْمُوافي لِما انْتَفى

نَشُمُّ بِأَنْفِ الظِّلِّ ريحاً نَدِيَّةً
بِأَنْسامِ صَفْصافٍ صَفِيٍّ لَنا صَفا

إِذا جاءَ يَجْري ذَلِكَ الطِّفْلُ خَلْفَنا
وَعادَ بِنا يَجْري إِلى حَيْثُما اصْطَفى

وَجَدْنا عَلى مَشارِفِ الْحَيِّ ظِلَّنا
نَبِيّاً يُرَمِّمُ الْمَدى كَالنَّدى شَفا