نوع المشاركة الشعر الفصيح
عنوان القصيدة (العيون الخجلى)
الاسم صهيب شعبان حسن محمد
(العيونُ الخَجِلَى)
كلُّ المفاتنِ في العيونِ الخَجْلَى
لولا التُّقَى كان الخلائقُ قَتْلَا
فيها البراءةُ طُوِّقَتْ بسهامِهَا
والناظرونَ لها عيالُ الثَّكْلَى
هي كعبةٌ طافتْ بها كلُّ الرؤى
والحسنُ منها قد دنَا فَتَدَلَّى
لمَّا رأى هذا الزمانُ خصالهَا
عبسَ الزمانُ بغيرهَا وتَوَلَّى
أُنْثَى وتشبهُ في الفضائلِ نفسهَا
يَبْلَى الجمالُ وحسنُهَا لا يَبْلَى
فالبدرُ يشرقُ دائمًا في وجهِهَا
ويزيدُهَا ليلُ الأماني كُحْلَا
والشمسُ والقمرُ العنيدُ تصالحَا
من ضوئها جاءتْ تلمُّ الشَّمْلَا
يمشي بها ليلٌ تثاقلَ ذنبهُ
ويعودُ من حَجِّ الوداعةِ طِفْلَا
من فرطِ ما قد أبحرتْ بخيالِهَا
قالت لها شمسُ المشاعرِ مَهْلَا
في عينهَا كلُّ النقائضِ جُمِّعَتْ
والجِدُ في الأحداقِ عانقَ هَزْلَا
ُتمشي فيكسوهَا الوقارُ مهابةً
وتجرُّ في ثوبِ العفافِ النُّبِلَا
قد زَينَتْ كلُّ المحاسنِ دربهَا
وترى المحالَ من المحاسنِ سَهْلَا
يا بنتَ هذا الطهرِ إنِّي عاشقٌ
وأريدُ لي من زهرِ طهرِكِ نَسْلَا
يا وردةً سكنَ الربيعُ بعطرِهَا
يا ليتَ لي من نبتِ حسنكِ شَتْلَا
أوكلَّمَا مدّتْ يدي حبلَ الهوى
ألقاكِ في أَدَبٍ قطعتِ الحَبْلَا
أبحرتُ في مقلِ النساءِ بمهجتي
ورجعتُ من عينِ البراءةِ كَهْلَا
ِ
ما حيلتي والشعرُ يعشقُ وصلهَا
يُلقِي السلامَ ولا يعانقُ وَصْلَا
لما جفتني قلتُ مبتسمًا لها
تاللهِ ما أشهَى الجَفَا ما أحْلَى