قصيدة : القدس .. للشاعر / ثروت سليم

أو شارةٍ وضِعَتْ فوقَ المِنصَّاتِ

أو نَرتدي عَلَماً في كُلِ أُمسيَةٍ

حَولَ الرقاب ..ونَعلو بالهُتَافات

أو صورةِ المسجدِ الأقصى نُعلِّقُها

بصَفْحَةِ الفيس أو فوقَ البنايات

أو أغنياتٍ لأهل الكهف يُنشِزُهَا

بَعضُ النشَازِ على شكل ابتهالات

أو شاعرٍ يَنسُجُ الأوهامَ ضَائعةً

والشِعرُ يَخجَلُ من تلك الكتابات

القُدْسُ آياتُ رَبِّ القُدْسِ قد نزَلَتْ

وحْيَاً وجَلَّ عن التشبيهِ والذاتِ

والقدسُ نُورٌ.. وميلَادٌ ..وأُمنيَةٌ

مَسرَى النبيِ ومِعرَاجُ النُبوءاتِ

والقُدْسُ تبدأُ قبلَ الشَمسِ رِحلَتَهَا

ومن فلسطينَ قامُوسُ البُطولاتِ

والقدسُ مُسلمَةٌ ..قبطيةٌ.. وبها

مَهدُ المَسيحِ.. ودُستورُ العبادَاتِ

والقدسُ عيسى تجلَّى في سمَاحَتِهِ

ومرَيَمُ الطُهْرِ مِن نورٍ.. وآياتِ

والقدسُ مُوسى كَليمُ اللهِ بَارَكها

وأبطلَ السِحْرَ في أهلِ الوَشَاياتِ

والقدسُ أحمدُ في معراجِهِ نزلتْ

رِسَالةُ الحقِ مِن أعلى السَماواتِ

لن تَرجعَ القدسُ إلا في عباءتِهَا

كلُ العروبَةِ مِن أرضِ الرسالاتِ

القدسُ أن يُصبِحَ البترولُ قُنبلةً

ويُصبحَ التَمْرُ أمرَاً مِن نُخيلاتي

وأن يَعودَ شيوخُ النِفْطِ من سَفرٍ

بعد الغيابَ.. بأوكَارِ المَلذاتِ

والقدسُ دونَ دَمِ القُدسيِ مَا رَجَعَتْ

عودوا إلى القُدْسِ أنصَارَ الخِياناتِ

لن يُرْجِعَ القُدْسَ أشباحٌ وقد هجَروا

بلادَهم.. وتَغنَوا .. بالبُطولاتِ