ط
الشعر والأدب

قصيدة : المحروسة .. للشاعر السعودي / سهل بن عبد الكريم

المحروسة

======

مِصْرُ التي

هيَ أعْظَمُ الأرْزاقِ

تَفْنَى البِلادُ

وَوَجْهُ مِصَرَ البَاقِي

فِي هذهِ الدُّنْيَا

عَرَفْنا أمَّهَا

ونَقُولُ مِصْرُ عظيمَةُ الأعْراقِ

مِنْ عَهْدِ آدَمَ

للقيامَةِ

دولَةٌ

تَبْدو كَبَدْرٍ

دُونَ أيِّ مَحَاقِ

هِيَ هكذا خُلقَتْ

وتَبْقى هكَذا

قلبًا يُحِبُّ

بغيْرِ أيِّ نِفَاقِ

مَحْروسَةٌ باللهِ

بُورِكَ شعْبُها

خفَّاقَةٌ

في نِسْرِهَا الخَفَّاقِ

وكِنانَةُ الرَّحْمَنِ

تَحْرُسُ دِينَهُ

يا عيْنِ جالوتِ اقرَئِي أوراقي

يا أمَّ موسى لا تَخافي

إنَّهُ

مِن مصرَ ينزَعُ شوْكَةَ الفُسَّاقِ

هارونُ يَنْصُرُهُ

ويَشْدُدُ أزْرَهُ

في الطُّورِ يُشْعِلُ شُعْلَةَ الإشراقِ

إدريسُ

إبراهيمُ

مريمُ

مِن هُنا

مَرُّوا مُرورَ النُّورِ في الأحداقِ

يا نَسمَةَ الحُبِّ البريءِ

بداخلي

يا دعوةً للواحدِ الخَلَّاقِ

لغتي تلعثمتِ الحروفُ

إذا أنا

ناديْتُ شمسَكِ أنتِ

في الآفاقِ

لا لنْ تغيبَ

فكلُّ مَن قدْ زارَها

سيظلُّ في وَهَجٍ

من الأشواقِ

أنا غَيْبَتي طالتْ

وأنتِ حبيبتي

والدربُ طالَ

فهَلْ فَكَكْتِ وَثاقي؟

إنِّي أحبكِ يا النَّبِيَّةُ في الدُّنَى

بسَمَارِكِ الفتَّانِ

حينَ تَلاقي

بالضِّحكةِ المِصريةِ القلبُ الذي

يَسَعُ الجميعَ

بضمَّةٍ

وعِنَاقِ

وردٌ بكفِّكِ

كيفَ جاءَكِ مرَّةً

سكِّينُ مَن خانوكِ

ذاتَ شِقَاقِ؟

هُمْ دبَّروا في الليلِ

قَصَّ ضفيرَةٍ

وأنا أُقاسي مُنْتَهى الإشفاقِ

سَرَقُوا صَوامِعَ يوسُفٍ

وبقيْتِ يا

أمَّاهُ شامِخَةً علي الإطلاقِ

يا أطوَلَ القامَاتِ

فوقَ خريطةٍ

حتَّى ولوْ عانيْتِ مِن إرهاقِ

تجدينَ في الشُّرفاءِ حولَكِ

واحَةً

مِن نبضِ قلبٍ

مخلصٍ

دفَّاقِ

مَن ذا يجورُ عليكِ؟

مَن في غفلةٍ؟

مَن ذا يفكِّرُ؟

ضَلَّ مِن أفَّاقِ

حبلُ السماءِ كِنانةٌ

لا تنحني

إلا لربٍّ

فوقَ سبعِ طباقِ

يا آيةَ الخلاقِ

بينَ بلادِهِ

في نيلِكِ المُتَبَخْتِرِ الرَّقْراقِ

لنْ تُغمِضي عينيكِ

أنتِ كرامَةٌ

وحُملْتِ فوقَ الرأسِ

والأعناقِ

نحوَ العُلا نَجمٌ

و مثلكِ للعُلا

لا تشتَكِي مِن وَخْزَةِ الإخفاقِ

ماضيكِ يشهَدُ

والصحائِفُ كلُّها

مَجْدٌ

وتاريخُ العِظامِ الرَّاقي

مالي أرى عينيكِ

يخدشُ كُحْلَها

بعضُ الرِّياحِ

وشبهَةُ الإغراقِ

أمي أحبكِ

والمحبُّ بطبعِهِ

يُرضيهِ ما صَنَعَ الهوى

ويُلاقي

تلكَ القصيدةُ

لا يَحينُ ختامُهَا

إلا بضمَّةِ شاعرٍ

مشتاااااقِ

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى