(المنتحر)
فِي محطات القطارات
أَو مواني السَّفَر
قَدْ يَأْتِي الْقَدْر . . . .
مُسَافِرُون بِلَا أَثَر
مُهَاجِرُون مَالَنَا مُسْتَقِرٌّ . . . .
نمضغ اللَّيْل الرَّتِيب
نَحْكِي قَصَصْنَا وَالظُّلْم الرهيب
عَاشَ حَتّى اِنْتَحَر . . . . .
ندون مصائبنا عَلَى الْجُدْرَانِ
فَيَمْسَحَهَا اللَّيْل وَالزَّمَان
وَلَا نَمِر . . . لَا نَمِر . . .
إلَى الْغَدِ وافراح الْبَشَر .
مِنْ قُلُوبِنَا الْأَحْلَام تَفِرّ
هِي عاداتنا تُقْتَل الْأَحْلَام
هِي اعرافنا تطوي الْأَيَّام
تعشعش فِي رَؤُوسِنَا حَضَارَةٌ الْبَعِير
لَا زِلْنَا نتحدى بِسَيْف عَنْتَرَة
طائِرات فِي السَّمَاءِ تَطِير
بأعراف مَمَالِك الْبَعْر
اوطاننا بلداننا مُدَمِّرَة
مَنْسِيَّة مرعبه كَأَنَّهَا مَقْبَرَة
حُكَّامُنَا فَضَلُّوا النَّوْم وَالنِّسْوَان
كَيْف نشفيهم مِنْ الْإِدْمَانِ
عُقُولِهِم لَمْ تَعُدْ تُسْتَدْرَك الْخَطَر
مُهَاجِرُون مِن اوطاننا
مغادرون مِن الأَحْزَان
مِن السَّيَّاف والعميل وَالسَّجَّان
عَاش يَبْحَثُ عَنْ ليلاه وَلَا أَثَرَ
فَالِانْحِطَاط والانقراض
قَادِم ليهلكنا لَا مَفَرَّ
عاداتي لَمْ تُغَادِرْ بَدَنِي
وَأَرَى شواطئ تَمْتَدُّ مِنْ دَمِيَ
وامواج الْقَهْر تلطمني
وكوابيس الْحُزْن تلعنني
قَدْ سَارَ لَكِنْ مَا عَبَّرَ . . .
مَا أَشْبَهَ اليَوْمَ بِالأمْسِ الْعَجِيب
تَنَاسَلَت دَاحِس وَالْغَبْرَاء فِي كُلِّ وَادِي
تَنَاسَلَت فِي الْمُدُنِ وَالْمَسَاجِد وَالْبَوَادِي
لَيْلَة لَيْس كَلِيل الْبَشَر
صُبْحِه أَوْهَام مَالِهَا خَبَر
كَان يَحْلُم بِالسَّفَر
وَعَلَى جِدَار حِلْمُه
جائه الْقَدْر .
م . جَمَال باهرمز