قصيدة ( الناسك ) مسابقة الشعر العمودى بقلم / محمود الدراجى . العراق

أُمسي وبي نَدَمٌ وأطلبُ ودّهُ
ملءُ الجفون يبيتُ دمعيَ دافقا

كُلٌ يهيمُ بحبِّ معشوقٍ لهُ
وغدوتُ للقيّومِ عبداً عاشقا

لَهَفٌ ووِردٌ والمقاصدُ عَفوُهُ
أملي برَحمتهِ ولستُ مُفارقا

كيف التجافي وهوَ من مجرى دَمي
أدنى وأدرى قد تَبارَكَ خالقا

كلّمتُهُ بكلامهِ مُتيقنا
بين الجوابِ وحاجتي دام اللقا

ناداهُ أيّوبٌ ليكشُفَ ضُرَّهُ
فهداهُ مُغتَسلاً وكان لهُ السُقى

ناداهُ يونُسَ أنّ ظُلمي طالني
يارَبّ فَرّج كُلّ كربيَ والشَقا

فأتى بهِ موجٌ ليقطينٍ نما
منهُ الطَعامُ وقَد تعافى وارتقى

ولذاكَ دوماً أختلي مع خالقي
وابُثّهُ حُزناً و هماً خانقا

ولَئن يكُن يُسراً توجّبَ شُكرَهُ
فكأنني للرَوحِ صرتُ مُعانقا

وكأن في كَبِدي المُسَعّرِ فُسحَةٌ
سطّرتُ فيها للدُعاءِ وَثائِقا

هوَ لي كَريمٌ.. إن جفوتُ مُعاتِبٌ
و يقولُ ما بيني وبَينَكَ موثقا

فأنا الذي ألقي البذارَ بسَهلِها
ولسائرِ الأنعامِ دُمتُ الرازِقا

وانا الذي حَفِظَ الوَدائعَ كُلّها
أُجزي بحُسنىً مَن توًرّعَ واتقى

برهانُ آياتي بكَوني ظاهِرٌ
و لَمَن يُعارِضُ قد كتبتُ لهُ الشَقا

و المؤمنون فلاحُهُم في عُهدَتي
في هذهٍ الدُنيا وإن يَحن اللقا

محمود الدراجي