ط
مسابقة الشعر العمودى

قصيدة .الوداع الأخير . مسابقة الشعر العمودى بقلم / قصابى جلال . الجزائر

قصابي جلال من الجزائر -عن فئة الشّــعر العمودي – الهاتف : 00213669398924
عنوان القصيدة :الوداعُ الأخيرْ
سَـمّيتُ فقْـدكَ عامَ الحُـزنِ وانْـسَـدَلاَ
وتَـسْـألُ النّفْـسُ : ماذا المَــوتُ قَــدْ فَـعَـلاَ؟ !
أيَـخْـطفُ الموتُ مَـنْ كانَ الحَـياةَ ومَـنْ
تَـظنُّــهُ الطّودُ منْ أركانـه انْــتَــقَــــلاَ ؟ !
أو أنّــــهُ – الموتُ- قَــدْ وافَــاهُ مُـفْــتَـقِــدًا !؟
فَـلْـتُحْـسنِ الظَّـنَ يا هَــذا بِـمَـا حَـصَلاَ
يا مَــنْ تَـرمّــلَـتِ الدّنْــيا لفَـقْــدِهِـــمُ
فصِـرْتُ أقْـبسُ مِـنها البُـؤسَ والمَـللاَ
تسرْبلتْ بسوادِ الثّـوبِ في كَمَــدٍ
كأنّــهُ الحَـــمـــأُ المسْــنونُ وانْــهَـــطلاّ !
هيَ التي أبّــنَــتْ فَـــحْــلاً تلوذ بــه
في معْــمعٍ، تُــدبِـرُ الفرسانُ إنْ سَـعَــلاَ
تَـصولُ فيهم وحيدًا، جَـلَّ ساتركُــمْ
لو كان في نِــدِّكَ الفرعَــونُ لامْـتَــثَلاَ
لهْـفي عَـليْـكَ إذا أقْـبلْــتَ مُـنْـبَـلـجًــا
كأنّكّ البَـــدرُ منْ عَــليـــائـــه ارتَـــجَـلاَ
وارَتْــك أرضُكَ -يا ابنَ اللّيث- مُـتعَـبَـةً
آهٍ لأثْــكَـلِ أمٍّ ودّعَــتْ بَـــطَــلاَ !
جُـثمانكمْ قدْ هــفَـتْ حتّى الجبالُ لَـــهُ
كما تَـجرَّعَ مــنْ عاداكُـــمُ الوجَـلاَ
تعازَتِ الطّير في أغصانها نغَــمًا
وغابتِ الشّمسُ في أغْــوارها خجَـلاَ
خطابُكَ البحْـرُ سَــار الحالمُـــونَ بِـهِ
ويضْربُ الدّهْــرُ منْ أمْـواجــه المَــثَلاَ
أنتَ الّذي كوكبُ الجوزاءِ يصغُـرُهُ
وكيف يبدو وقَــدْ جـاورتَـهُ النُّــزُلاَ؟ !
جهّــزتَ للّيْــلِ جيشًا لو أغَـرتَ بــهِ
فورًا، على كاهِــلِ الظّلماءِ لاشْـتَـعَـلاَ
شابهْـتَ في النُّــصْح لقْـمانَ الحكيمَ ولوْ
حُـكَّ الحديدُ بغَــيرِ اللّين ما صُــقِـلاَ
قد جئتُ أَبكي عَـليكَ الشّعرَ في حَـنَــقٍ
مسْــتمْـسكًــا بِجميل الصَّبر مُــبْـتَهلاَ
أستَـحلــفُ الدّمع أن يَــهْمي على مَــهَـلٍ
تخَــالُـني طلــــلاً يسْـتـوقــفُ الطّلَــلاَ!
أسُـوقُ قافــلَــةَ الألفاظِ عنْ مَـضضٍ
فيَـهْـتِــكُ الهَّــمُّ منْ أبيــــاتها القُــــبُـلاَ
وكيفَ لا تَــدمعُ الأشعَــارُ -قائــــدنَـــا –
وكــلُّ شَــيءٍ –فدتْـك الرّوحُ- قدْ ثُـكِلاَ
فإنَّــكَ الخيطُ فــيما اسْـــوَدَّ منْ زمــني
وإنّــيَ الشَّـكُّ منْ إيقَـــانكَ انْـتَـعَـلاَ
لم يَـحْـلُ للطّير شَــدوٌ بعْــدَ شدوِكُـــمُ
تبيتُ بينَ الدّوالِــي تَــرفضُ الزَّجَــلاَ
كم محْـنــةٍ منْـكَ سلَّـتْ نفْــسَـها جَـزَعًــا
وصدْر حامــلها عهْــدَ الوفاء تَـــلاَ
فيا مَـهـيبَ الخُـطى… يا كُــلّ شامخةٍ
يا مُـلهمَ الجُــندِ في الهيْـجاء يا جَــبَــلاَ
أترحَــلُ الآنَ عَــنَّــا بعْــدما عشقَــتْ
أرضي صداكَ وهَــشّتْ حيْــرتي الأَمَلاَ؟ !
يا أخْــضرَ الفِعْـلِ يا عالي المقامِ… بلى
أنت التّليـدُ ولَـو كنْـتَ الّذي اعْــتزَلاَ
تحُـــفُّـكُـمْ من بَـني الأخلاقِ ميْـمَـنَــةٌ
“جالُــوتها” الحِـلمُ، يا للهِ ما حَــمَــلاَ !
لم يــغْـسِـل الماءُ مِـنْـك الكفَّ لا أبدًا
بلْ إنّـهُ– الماءُ- مــن أدْرانِــه اغْـتَــسَلاَ
يا سَاكــنَ القَـبرِ ضيْـفًـا والقُـبورُ حِـمًى
وكُــلُّ حُــرٍّ بِـهَــا ليْـثٌ قَــدِ ارْتَحَـلاَ
إنْ لامسَ الرّمْــلُ فيها قَــيْـدَ أنْــمُـلَـــةٍ
يُـمَـرّغُ الثّــغْــرَ في سُـكّــانِها قُــبَـلاَ
أنت الّذي جنّــةُ الرّحْــمــن أيْــكَــتُــهُ
فــعاقِـرِ المَجْـدَ في ريَّــانِهَـا العَـسَلاَ

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى