ط
الشعر والأدب

قصيدة : الْغطسُ في مَاءِ الْحُضُور ..للشاعر / محمد بن جماعة .تونس

الْغطسُ في مَاءِ الْحُضُور
=============

قـَــدَرِي..
أَنْ أقولَ شِعْرًا بِلِسَانٍ عَرَبِيّ..
أنسُجُهُ سَابِحاً في بََحْرِ اْلوَرَى..
صَلْباً كصَخْرٍ..
رَخْوًا كسَيفِ الْوقتِ في شَرْقكَ اْلأقصَى
في زَمَنٍ لاَ يفْقَهُ اْلمَعْنَى..
ضَجَّتْ فيهِ الآهَاتُ.. وَالشَّكْوَى ذَاوِِيََةٌ
لاَ تَشرَبُ كَأسَ الأَسْمَاءْ..
والْحُرُوفُ فِيهَا.. ليْسَ فيهَا تَرتيبُ
وأنْتََ فِي غَمْرةِ النَّشْوَةِ والنّسيَانِْ/
طَيفُكَ عَابرٌ.. لاَ يُبينْ..!
لاَ يُفْهَمُ اْلقَصْدُ عِنْدَكَ.. ولاَ يُشْتَمُّ من بَوْحِكَ رِيحُ !
واْلآن تَرْغَبُ في أكْلِ حَبّاتِ الْعنَبْ..
وتَشْتَهِي مُدَاعبَةَ فُخَّارِِكَ اْلأدْنىَ..

°°°°°

فِي ذُرْوَةِ الْوقْتِ..
وحينَ الْعَوْدُ يَسْحَبُنِي،
نَحْوَ بئرِكَ اْلحُبِّ..
تَتَشَكّلُ دَلْواً، والْغطْسُ في مَاءِ حُضُورِكَ.. أقْدَمُ
تَمتلِئُ اْلآنَ مِنْكَ.. وَالسّعادَةُ تقْطُرُ
من جَانبيْكَ.. يُرْسَمُ اْلمَشْهَدُ
في بُؤبُؤِ الْعَيْنيْنِ..!
تُفتَحُ نَوافِذُ قُلْبِكَ.. مُترعةً،
وعِنََاقُ مََدَاكَ يََسْبِِقُنِي..
أتسَاءلُ هَلْ أُوَاصِلُ قَوْلَ الشِّعرِِ؟
وفي اللّغةِ منِّي أبَداً تَقْصِيرُ؟؟
أقُولُ هيّا اُخرجْ من أسْطُرِي..
ومن صَفَحَاتي.. تنحَّ عنّي ومِنّي..!

°°°°°

أختصرُ اللّفظَ.. مَاذا أقولُ؟
حينَ أقتربُ من مَعْلَمِ ذكرَاكَ
هل من وَرْدَةٍ يتّكئُ عليهَا قَلْبِي؟..
أوْ دَاليةٍ أتسلّقُ اخضرَارَها الْعُنقودَ..
وألْبِسُ نُورَهَا؟..
هَلْ.. مِنْ يَاسَمينَ يدرَأُُُ عَنّي أَعْيُنَ.. جُدْرَانِي؟
يَرقُصُ من تحتِها وَجْدِي..
بَيْدَ أنّكَ تُطِلُّ منْ نافذةِ الْعُمْرِِ..
عَلَى مَشارِفَ أُخْرَى..
تَجمَعُ دِفْءَ وِصَالٍ حَالِمٍ
وتدفعُ الذّكرَى بِذكرِي..
وتَعْشَقُ صُورَتكَ الأُولَى
كزيتونةٍ تتوسّطَ عَرْشَ اخْضِرَارِهَا
تَلثَُمُ خَدَّ المَطَرْ.. !

°°°°°

ذي اللّوحةُ اْلآنَ أرْسُمُهَا..
تَحْمِلُ لُؤلُؤةَ اْلقلْبِ..
تُحْصِي جََمْرَاتِ الْهَوَى..
وأبخِرةُ الشّوقِ ضَبَابٌ يَتَصَاعَدُ..
كأسْلاَكِ فِضَّةٍ.. أوْ كسَعْفاَتِ نَخْلِ الرُّوحِ
إنْ رأتْ شَمْسَ الصَّبَاحْ!
واْلمَكَانُ انْتِظارٌ قَاحِلُ
كَصَدْرٍ مُعَنَّى..
تُقاسِمُني اللَّوحَةُُ مُفْردَةً لمْ أقُلْهَا..
وتُضْرِمُ نَارَ النِّسيانْ..
أمْتَطِيهَا جَوادًا تَضْحَكُ حَوَافرُهُ
فتَنْتَفِضُ اْلأحزَانُ وتمَّحِي،
وتُسقَى شُجَيْرَاتُ مَدينَتِي الّتِي
أقْطُنُها وأُغْمِضُ عَيْنَيَّ..
لأرَاهَا أجْمَلَ مِنْ حُلْمِي..!

محمد بن جماعة/تونس

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى