قصيدة (امرأة من حيرة) مسابقة القصيدة النثرية بقلم / فاطمة الزهراء بولعراس .الجزائر

هَذِهِ هي أنا

امرأة ٌمن حيرة ٍوشتاتْ

أبحثُ عن وطن ٍفي تجاويفِ الصمت

في أعينِ اليائسين

في الواقفين في طوابير ِالانتظارْ

يمضغون لبانَ الثواني البطيئة

بالليلِ والنهارْ

يغصّون بالآهات وتخنُقُهمُ الزفراتْ

هذه هي أنا

امرأةُ الأسئلةِ العالقةِ في الخرابْ

ليس لها جوابْ

تقتاتّ من محنتِها

وتَرْوي ظمأَ قلبِها بالسرابْ

امرأةٌ من زمنٍ مضى

سندريلا

وقد ضاعتْ فردةّ حذائِها

وخاتمّ أسرارِها

وبردةُأشعارِها

فقدتْ بوصلةُ المحبة

استَفّتِ الترابْ

أنا امرأةٌ من زمن عتيقْ

تعيشُ في قلعتِها بلا أنيسٍ أو رفيقْ

تستذكر ُما حفظتْ من أسفارِ البطولةْ

تنتظرُ عودةَ فارسٍ أضاعَ الطريقْ

تّرى ما حبسهُ عن المجيء؟

هَلْ ًوقع أسيرا في أيدي لصوصٍ

عَدِيمي الرّجولةْ

أو بعض ِالعابثين الذين لا يفرّقون بين عدوٍّ وصديقْ؟

أنا امرأةٌ من زمنٍ لايَعْتَرِفُ بالهزيمَة

تسيرُ نحْوَ النورِ بكُلِّ عزيمَة

لا تًَأْبَهُ بالقيودْ

لاتسْمَعُ ضحكاتِ السُّخريّة

ولا للمجتمعينَ حول موائدِ النّميمَة

تَعْرِف أن الشّمسَ لن تكفَّ عن ابتسامتها كل صباحْ

وأنّ الفجْر لنْ ينثني عن زرعِ الأفْراح اذا تنفسْ

سيرحلُ الليلُ وإن سجىَ وعَسْعَسْ

ومعه كل المحاولاتِ العقيمَةْ

سَيَنْجلي عنْه إشراقٌ وضحىَ

ويكتبُ اليراع ُفي اللوحِ المحفوظِ أقدارَنا القديمَةْ

أنا امرأةٌ تُؤمِنُ أن غدا لناظره قريبْ

لن يستطيعَ أن يوقفَهُ حبيبٌ أوغريبْ

سَيَأْتي وفي يدِه سنابلْ الحياة تلمع كالذّهبْ

ينثُرها بحُبٍّ في الحُقُولِ

لِمَن هبَّ ودبّْ

سَيَسقيها نبعُ الحياةِ المُخبَّأِ في القلوبِ والعُيون

قد أقسموا جميعًا أننا نموتُ ولا نهونْ

خُذُوا ما استطعتم وأخْلِطوا الأوراقْ

ازرَعوا كما شئتم الخصامَ والشقاقْ

شدّوا على أفواهِنا الوثاقْ

لكنكمْ سَتَرحلُون

ومعكم كلُّ البهتانِ والنفاقْ

ستصيرون رَمَادا تَذْروه الرّيّاحْ

عبرةَلمن يريد الاعتبارْ

لمن يَسْبَحُ في الحياةِ ضدّالتيّار

لمن يخونُ رغيفَ( أهلِه)

و يسرِق الديارْ

أنا امرأةٌ لا أشْبِهُ إلا نفْسي

أؤثثُ لِغَدي من يأسي وبُؤسي

لكني لا أنسي أبدا أنني