قصيدة: امْتِثَالٌ لِنَصٍ دِرْوِيْشِي .. مسابقة الشعر العمودي بقلم / رابح روابحي .. الجزائر
المشاركة في مهرجان همسة الدولي
الاسم واللقب : رابح روابحي
الدولة :الجزائر
نوع القصيدة : الفصيح
+213776627698 رقم الهاتف:
*امْتِثَالٌ لِنَصٍ دِرْوِيْشِي*
لِلرِّيْـــحِ قَــدْ ألْقَى القَمِيْــصَ لِتَحْمِلَــهْ
وَجَــثَا أَمَامَ الرِّيْــحِ كَــيْ يَتَوَسَّلَــهْ
مُسْتَأْنِسًا بِالنَّـــارِ يَحْضُـــنُ دَمْعَــــةً
حُبْــلَى، وَيَخْشَى أَنْ تَسِيــْلَ فَتَقْتُلَـهْ
مُتَصَـوِّفًا بِالكـــَأْسِ يَشْـــرَبُ مَاءَهَا
وَيَخَــافُ أَنْ تَبْـكِي السَّمَاءُ فَتَخْذُلَـهْ
وَلِأَنَّ فِيْ عِطْــر القَمِيْـــصِ نُبُـوءَةً
أَلْقَــاهُ كَــيْ يَغْشَى الظَّـلَامَ وَيَفْتُلَـــهْ
وَلِأَنَّ ذَاكَ الخَــوْفَ يَنْخُــرُ عَظْمَهُ
نَادَى إِلَى الحَــرْفِ الجَمِيْـلِ فَزَمَّلَهْ
رَكَـبَ السَّحَابَ لِيَسْتَظِـــلَّ سَمَاءَهُ
وَيُشَيّـــِدَ المَعْــنَى هُنَــاكَ وَيَنْزِلَــهْ
بِالأَمْسِ عَانَقَ فِيْ السَّمَاءِ نُجُومَهَا
وَاليَــوْمَ عَانَقَــهُ الحَدِيْــدُ وَقَبَّـــلَـهْ
بِالأَمــْسِ قَـدْ رَسَـمَ الحَيَاةَ تَحَــدِّيًا
وَاليَــوْمَ قَدْ أَلْقَـى عَصَاهُ وَمِنْجَلَـهْ
مُسْتَسْلِمًا لِلْوَقْتِ كَانَ مِحَاصَرًا
وَعَلَى شِفَاهِــهِ بَسْمَـهٌ بَلْ قُنْبُلَــهْ
إِنْ عَلَّقُــــوهُ عَلَى جَدَائــِلِ نَخْلَـــــةٍ
سَنَــرَى السَّنَابـِلَ كُلَّهَــا فِيْ سُنْبُلَـهْ
مِنْ بَعْــدِ سَبْـعٍ سَـوْفَ تُوْلَدُ حِنْطَـة
ظَلّــَتْ عَلَى مَــدَّ الزَّمَــانِ مُؤَجَّلـَهْ
سَتَفِيْضُ دَجْلَـــةُ وَالفُرَاتُ مَحَبَّـــةً
وَتَضِلُّ مَــنْ عَشِقَ الدِّمَاءَ البَوْصَلَهْ
تَمْتَــــدُّ شَمْــسٌ نَحْوَ حَرْفِـكَ كُلَّمَا
حَــجَّ اليَــرَاعُ إِلَى السَّمَــا لِتُكَــلِّلَــهْ
تَنْسَاقُ رُوْحٌ لِلْمَجَـــازِ كَرِيْمَــــة
كَـــيْ تَتْلُــوَ المَعْنَى غَــدًا وَتُرَتِّلَــهْ
خُـــذْنِي إِلَيْكَ فَلَسـْتُ إِلَّا شَاعِـرًا
قَــدْ هَـزَّ حَرْفُـكَ قَلْبَــهُ بَلْ أَخْجَلَـهْ
خُذْنِي وَهَبْنِي مِنْ لَدُنْــكَ قَصِيْدَةً
تُحْيِيْ بِهَا عُقَــدَ اللِّسَانِ وَتْصُقَلْــهْ
ثُــمَّ اسْقِــنِي فِنْجَانَ قَهْــوَةِ أُمّــِنَا
فَالحَرْفُ صَارَ يَحِنُّ لِي وَيَحِـنُّ لَهْ
مَا لَمْ تُبْصِرِ الزَّرْقَاءُ مِنْكَ بَصُرْته
فَقَطَفْــتُ أَبْهَى مَا يُقَالُ وَ أَجْمَلَـــــهْ
وَزَرَعْــتُ بَيْــنَ المَعْنَيَيْنِ مَحَبَّـةً
وَرَسَمْتُ حَبْلًا فِيْ الَمَجاِز وَمِقْصَلَهْ
وَمَشَيْتُ وَحْدِي فِي الضِّيَاءِ مُرَدِّدًا
آيَـــاتِ رَبِّـــكَ كُلِّـــــهَا وَ البَسْمَلَه