الاسم: د.عايده بدر
Aydy Badr
مجال المشاركة: قصيدة النثر
الدولة: مصر الكنانة
صفحة الفيسبوك: https://www.facebook.com/aydybadr
عنوان القصيدة: اَللُّجُوء إِلَى حِصْنِ يَدَيْهِ
اَللُّجُوء إِلَى حِصْنِ يَدَيْهِ
أَنَا لَمْ أَخْدَعْ اَلْحَرْبُ حِينَ ضَلَّلَتْهَا عَنْهُ
أَعَدَّتْ إِلَيْهَا اِحْتِمَالَاتُ اَلتَّوَهُّمِ
وَتَعَرَّيَتُ مِنْهُ بِرَمَادِهَا.. خِدَاعًا
أَرْفَعَ عَقِيرَةَ مِزْلَاجِ اَلْعُزْلَةِ عَلَى رُخَامْ اَلْغِيَابِ
أَشَدَّ لِحَافِ اَلِانْتِظَارِ عَكْسَ اِتِّجَاهَاتِ اَلْغَوَايَةِ
تُفَتِّشُ اَلْحَرْبُ بَيْنَ ثَنَايَا صَمْتِي
عَنْ اَلَّذِي لَمْ يَقْرَعْ اَلْمَاءُ حِينَ زَحْفِ اَلْيَابِسِ
عَنْ نَافِذَةٍ أَحْكَمَتْ أُطُرَهَا ضِدَّ لَذَّةِ اَلْجُمُوحِ
عَنْ رِمَاحِ رَوَافِعَ تَشَرَّبَتْ عِرْقَ اَلصَّبْرِ
لَمْ تَكُنْ اَلْبِلَادُ اَلْمُهَاجِرَةُ قَدْ اِسْتَقَرَّتْ بَعْدَ
وَهُوَ اَلْحَرْبُ تَخَطٍّ لَهُ مَجْرَى يَمِينِهِ
يَحْمِلُ مِحْرَاثُهُ وَيَمْضِي
أَرْضِيٌّ تَزْعَقُ بِنَعِيقِ اَلصَّمْتِ.. إلى أيَنَ؟
أَنَا اِبْنَةُ لَيْلِكَ عَصِيرَ أَنْفَاسِي رَحِيقَكَ
أَنَا اِبْنَةُ مَتَاهَتَكَ طُهِّرَ خَطَايَاكَ ظِلِّي
قَالَ : أَنْتَ اِبْنَةُ اَلْخَرَابِ
فَأَيَّ مَعْمُورَة يَلُوكُهَا اَلْخَوَاءُ بَيْنَ فَكَّيْهِ أَحْرُثَهَا لَكِ
فِي اَلْأَسْوَاقِ اَلْعَرِيقَةِ
قَبْلَ أَنْ يُعِيدَ صِيَاغَتَهُ لِرِوَايَةِ صُلْبِي
قَفَزَ اَلْأَسْوَدُ مِنْ مَحْبَرَتِهِ مُجْتَثًّا حَصَادَ اَلْبَيَاضِ
قَبْلَ أَنْ يَغْتَنِمَ فُرْصَةَ اَلِانْشِقَاقِ عَنْ نَصٍّ جَدِيدٍ
مَهْرْ اَلْأَسْطُرِ بِقَرْعِ ضِحْكَاتِهِ فَنَفَثَ اَلْمَجَازُ حُضُورَهُ
قَبْلَ أَنْ يُبْصِرَ صُفْرَةَ هَوَامِشِ اَلْخَلَاصِ
رَتَّبَ أَحْبَارًا مُلَوَّنَةً بِعَفْوٍ زَائِفٍ مِنْ قَوْسِ قُزَحٍ
طَفِقَ يَخْصِفُ سَوْأَةَ اَلضَّوْءِ اَلْأَعْمَى
يَحْتَرِزُ لِنَفْسِهِ اِجْتِنَابَ مِنْ خُيُوطِ عَنْكَبُوتٍ
وَنَادَى بِأَعْلَى اَلصَّمْتِ.. بِضَاعَتُكِ لَنْ تَرِدَ إِلَيْكِ
اَلزَّمَانُ كَسِيحٌ مُقْلَتَيْهِ أَبَابِيلَ
اِصْطَكَّتْ أَرْوِقَةَ اَلْحُزْنِ بِعُوَاءِ اَلْخَرَابِ
وَانْتَزَعَ أَلْسِنَتَهَا سَوْفَ اَلصَّمْتَ
فِي غَرْبِ اَلْمَسَافَاتِ كَانَتْ اَلرِّيحُ تَهُزُّ جَذْعِي
فَأَتَسَاقَط بَقَايَا قَصِيدَةٍ اِنْتَفَى وَعْيهَا
مَجْبُولَةً عَلَى اِقْتِرَافِ غَوَايَةِ اَلْمَجَازِ
أُحَلِّقُ أَنْسَاقًا فِي وَحْدَةِ اَللُّغَةِ وَالسُّبُلِ كِنَايَةً
عَاشِقَةً تُعِيدُ تَأْوِيلَ دَمِهِ.. تُعِيدُ تَرْتِيبَ صَحْوَتِهِ لِمَرَايَاهَا اَلْخَاوِيَةِ
صَبِيب اَلرَّاءِ يُمْطِرُ سَقْفِي بَيْنَ حَرْفَيْنِ
تَرْكُضُ اَلْحَرْبُ خَلْفِيٌّ: أُعِيدِيهُ لِي أَوْ تَعَالِي
فَأَهِبْهَا صَلِيبًا يَشْكُو شَبِيهُهُ
وَأَفْتَحُ غِرَّةَ اَللُّجُوءِ إِلَى حِصْنِ يَدَيْهِ