بريدٌ بذمّة الريح
العراق على نغم الطويل
(أبى العودُ إلّا أنْ يُسلّ لبُعدكم)
وما صحَّ من عودي ففيكَ عليلُ
نميل إلى الليلِ الصبوحِ
لعلّه يمرُّ عذول أو يشبُّ غليلُ
لأنّ دليلَ العاشقين وحِلمِهم
غروبٌ وتغريبٌ وفيهِ دليلُ
أما آن أنْ كفُّ الحبيب على يدي تنامُ
وأنْ كفّي اليه تؤولُ ؟!
لعمري يطيق الصدر سيفا بطولهِ
وقد ضاق بالبُعد الطويلِ سبيلُ
رأى الشوقُ أطيافاً تلوذُ بصمتها
ولمّح قلبي لو يقال قليلُ
تمنّيتُ لو يأتي بريدٌ بذمّةٍ
يبلّغني أنْ قد أتاكِ رسولُ
ويحمل لي منكم خطاباً
ونجمةً تواعدني 
أنْ في المنامِ وصولُ
لكنتُ أنامُ الدهرَ ما طال أمرُنا
وما كنت أصحو والمنام يطولُ
ولو كان موتا ما سعيتُ لنقضهِ
وما كنتُ أرضى لو يقامُ بديلُ
فأسمعُ صوتَ الريح وقتَ كتبتَها:
ولكنني حيُّ وفيكِ قتيلُ
ولو لقّنوني ألف قولٍ ببعدِكم
فـ واللهِ عنكم ما رضيتُ أقولُ
فلا زلتَ عن بالي ولا زلّ عهدُنا
وكحلي على خدَّي ليس يزولُ
عن الصبر مال العاشقون جميعهم
وعنكمْ فؤادي لن تروه يميلُ