ط
الشعر والأدب

قصيدة : بغدادُ ما بَرِحَتْ تُميط لثامَها . للشاعر العراقى / عادل حمدي الشرقي

بغدادُ ما بَرِحَتْ تُميط لثامَها

*********************

عَينٌ على ليلٍ يمُرُّ أمامَهـــــــــا

ويدْ تُؤثِّثُ في الذُّرى أحلامَها

ويُفَضِّضُ الأيــــــامَ نورٌ ساطعٌ

من ضوئهِ تُثري الشُّموسُ مَقامَها

ويَجيءُ من أقصى المَدينةِ شاعرٌ

يمشي ليسمع في الطريقِ كلامَها

فيرى على الأهدابِ جُنحَ فراشةٍ

فيبثُّ فيها من رؤاهُ خُزامَهـــــــا

ويظلُ يسألهـــــــــا بنبضِ فؤادهِ

عنها وهل أضحى الأنينُ طعامَها ؟

قالت وفي الشفتيــنِ مـــــاءٌ يابسٌ

أنا من جنيتُ من الحروب سِهامَهــا

ومن اكتويتُ بجمرها وعذابِها

حتى ألفّتُ بمُهجتي أورامَهـــا

فبكى عليهــا غيــر أن ضُلوعَهــــــا

انتفضتْ وشدَّتْ بالبهــــاءِ حِزامَهــــا

قالت أنا بغدادُ وُسعَ محاجري

أرضّ أهزُّ بمعصمي أعلامَها

وأنا التي تأوي الجبال لظلها

وتُميـــــطَ في سوح النزال لثامَهـــــا

وتنـــامُ والأحلامُ وُسعَ عُيونِهـــــا

وتُخيفُ في نظراتِهـــــا حُكّامَهـــا

لا تبــــكِ يا ولدي فقلبي نابِــــضٌ

ويدايَ عن رئَتي تُزيــــلُ سُقامَهـــا

أنا من إذا مرَّ الزُّؤامُ بِخطوهــــــــا

تُدمي بأهدابِ العُيون زؤامَهــــــا

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى