ط
مسابقة الشعر الحر والتفعيلى

قصيدة : ترنيمة العنقاء . مسابقة شعر التفعيلة ..بقلم / إيمان بشناق .مصر

(الاسم:إيمان صبري محمد بشناق
الشهرة:إيمان بشناق
عضو اتحاد كتاب مصر
بلد المنشأ:مصر
القصيدة:فصحى تفعيلة
عنوان القصيدة:ترنيمة العنقاء
ترنيمة العنقاء)
————–
هذي يدي
من تحت أنقاض الركام
أمدُّها
من بين طيات الردى
كانت تصافحُ دميتي..
أفلتها مقهورةً
فاضت يدي..
والخافقُ المصلوب حيّ

من فوق ركبٍ للشَّهادةِ
سابحٍ بين الكواكبِ والبروج
لاحتْ كبدرٍ مشرقٍ خلفَ السحاب..
ضممتُها..
قبَّلتُها ..
صافحتُ فيها سلوتي
ورسمتُ في كفِّ الطريقِ خطوطَها
وفرشتُها بالتينِ والزيتونِ
والرملِ الندِّي

من بين غيم الليل سالت دمعتي
من فوق تسبيح الرعود المقدسي
أرسلتُها
قطرًا يغيث الحائطَ الباكي بساحةِ حجرتي
نورًا يعيدُ العيدَ والفرحَ العصِي

يابائعَ الألعاب..
لو قابلت يومًا حُلوتي
فاهمِسْ لها
أنِّي على عهدِ اللِّقاء..
وابنِ الوفا صرحًا كبيرًا من ضياء
وانثر أنينَ قصيدتي
في كلِّ حي

ولْتشرِ لي سيارةً
تمشي بلا أَسْرِ الوقود
وسفينةً
تسمو بأجنحة النوارس
و لتسرِ بي للفجرِ ..
للأحلامِ والأنغام ..
للصبحِ الوَلود
اِحمِل بها صَحبي وألعابي
وبروازًا لعائلتي
وباقاتِ الورود
وبقيةً من ذلك الجسمِ الطَّري
ترسو بنا في شاطئٍ للأمن للإنصاف ..للإحسان
في عالمٍ إنسان..
سكانه في عزةٍ وكرامةٍ
ترعى العهودَ،وتنبذُ الخذلان
فالغدرُ يكوي الجُرحَ كيّ

العار يا عمَّاه
رأسُ نعامةٍ غاصت برملِ الذلِ ثم تخضبت بدمي الزَّكي

وحثالة التاريخ قد أغرت خنازيرالخنا
فكذا استراحت واستباحت عِرضَنا
والعِرضُ يا عمي نبي

في كل خزيٍ بالجرائد صورتي
وضفيرتي شابت وماشاب الأسى
فحزينةٌ مثلي الضفائر
وشريدةٌ عني الضمائر
في شاشة الأبصار ثَمَّ تروْنني
فإلى متى عماه تنكرُني البصائر

قد يستعيد الفجرُ بعثَ الراقدين
أو لا يُعيد..

أما أنا
لي ما أريد
لي قلبُ أميَ في التراب يضمني
وأبي أبيّ

لي عزمُ ليثٍ لا يكل ولا يلين وكذا يميني كلَّ حين
تحت الركامِ وفوقَه ..
تلوي ذراع البَغْيِ لَيّ

ماضل قبطانُ السفينِ وماغوى
والنهرُ فاض وما طغى
غمرَ الحياةَ بمائه
فابتل ريقيَ وارتوى
والماءُ يحيي كلَّ شي

فبإذن من خلق المياه
ستريعُكم أشباحُنا تحت الهدد
وسيرسل الله المدد
سيعزنا ربي وإن قلَّ العدد
سبحانه الله القوي

أفيالُكم ستبيدُها أطيارُنا
ستظلُّ تكسرُ أنفَكم وظهورَكم
ما هَزَّنا صوتُ الصَّليل
أسيافُكم من فضةٍ
أحجارنا سجيل…
العنكبوت بنى لكم
و بناؤنا صَلبٌ عفي

وحبيبتي
قد لملمت أشلاءها
وتجمعت تحت الصخور
تتلو الوصايا العشرَ
أسدت عشرَها
ثم انثنت
تصغي بصمتٍ
للملائكِ سائحين
القدسُ عادت للصلاة

وأنا بأرض اللهِ محضُ رسالةٍ
في طرف زاجلةٍ تجوب العالمين
ورسالتي تزكي الحرائقَ في قلوب المنصفين
ألقيتها في روحهم
وقبضت من أثر الرسول كرامةً
ونسفتُ عجلَ السامري

تشرينُ يا ضحِكَ الهلال
يا موعدًا للعيد يا وجه الجمال
يا دعوةَ الإيمانِ
ذا الطوفانُ
دوَّى في عقائدهم دوي

وغدًا لنا
في بيت لحمٍ والجليل
في طولِ كرمٍ أو أريحا والخليل
في ساحةِالأقصى العتيقِ
وقبتيه
يعلي بلالٌ صوتَه الغضَّ الشجي
ويصيح حي على الفلاح
فترى صفوفَ الأنبياءِ تهيؤوا لصَلاتِهم
وترى البشيرَ إمامَهم
قمرًا بهي

هذا اليقينُ
فلن يطولَ
الانتظار..
وإذا التقى الجمعانِ
لن يشقى تقي

يا دميتي
تيهي فخارًا وانتشي
ياظلَّ عيسى عند سفح الناصرة
قبسٌ لموسى عند سفح الطَّوْد في سيْنَاء
أيقونةٌ للنصرِ في حطِّين
فلتغفري للخاسئين
ذي قصتي
ذي دميتي
مثلي أنا
مثلُ الأساطيرِ القديمة
كاللوحِ كالأقلام
مثلُ جناتِ الخلود
دميتي مثلي
ومثليَ لا
يموت
(إيمان بشناق)

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى