تقولين (القصيدة العاشرة)
تقولينَ إنَّ الغيْثَ يبدأُ بالقطْرِ
كما أنَّ نصرَ الربِّ يبدأُ بالصبْرِ
فصبرًا جميلًا أينما كنتَ في البرِّ
وحتى إذا أبحرْتَ في لُجَّةِ البحرِ
أقولُ وكمْ منْ فرقةٍ فكرُها حرُّ
وإيمانُها بالربِّ يَحْسِدُهُ الصخْرُ
نراهمْ قليلٌ جمعُهمْ وهُمُ كُثْرُ
يُعيدونَ ذكرى النصْرِ نصرِكِ يا بدرُ
تقولينَ للّهِ المشيئةُ والأمرُ
له الحُكمُ في كلِّ الأمورِ فلا النصْرُ
يصيبُ شياطينَ الأنامِ ولا الخيْرُ
وكيفَ يصيبُ الخيرُ مَنْ فِكْرُهُ شَرُّ
أقولُ يُحَكُّ الجِلْدُ أفضلَ بالظُفرِ
كذلكَ نصرُ الربِّ يُمْنحُ للطُهْرِ
فما لعديمِ القلبِ والروحِ من يُسْرِ
وما لِرجالِ السوءِ في الأرضِ مِن بِرِّ
تقولينَ إنّا نرفضُ الجَوْرَ والقهْرا
ولا نقْبَلُ الإذلالَ يومًا ولا الكسرْا
نسابِقُ عندَ الجودِ الصقْرَ والنسْرا
ونصْهرُ عندَ البأسِ أندادَنا صهْرا
أقولُ لقدْ صارتْ كرامَتُهمْ صِفرا
متى انْكشفَ الوجْهُ القبيحُ لهمْ جهْرا
وحتى أكاذيبُ الْعِدا أصبحتْ غوْرا
فهمْ فشِلوا في سبْرِ أعماقِنا كِبْرا
تقولينَ ضلّوا حينما خطَّطوا الغدْرا
بشعبٍ كريمٍ حاولَ السِلْمَ والستْرا
أيا شعبَ أبطالٍ كرامٍ كفى فخْرا
بأنّا أزلْنا الضَرَّ عنا بَلِ السحْرا
أقولُ إذا هم قادرونَ على المكْرِ
فمكْرُ إلهِ الكونِ أعظَمُ لو تدري
فلا تحزنوا يا إخوتي فشذا الزهرِ
يصيبُ مريضَ النفسِ أكثرَ مِنْ قِطْرِ
تقولينَ رأسُ الظُلْمِ لا بُدَّ مبتورُ
وجيشُ طُغاةِ الأرضِ لا بُدَّ مدْحورُ
ولكنْ سليلُ الحقِّ لا بدَّ منصورُ
وما نصْرُهُ إلّا على الصخرِ محفورُ
أقولُ أتانا النصْرُ باليُمْنِ والبشْرِ
وأوْرَثَ للأجيالِ رائعةَ العصْرِ
وقدَّمَ للتاريخِ فاتِحَةَ الفجْرِ
فَفاحَ عبيرُ النصْرِ بالمِسْكِ والعِطْرِ
د. أسامه مصاروه