((((( ثم اختفتْ )))))
————————–
كانتْ هناكَ
مع النسيمِ تزيدهُ
تختالُ مثل قصيدةٍ و حروفِها
ثم اختفتْ
كانتْ تداعبُ زهرَ كلِّ حديقةٍ
فتغارُ منها نجمتانِ
على المدى
و بِلَيْلَةٍ
هبَّتْ ستائرُها
و ضمَّتْ بدْرَها
و تبخَّرَتْ
كانتْ تدندنُ مثل نايٍ ساهرٍ
تغزو ضفائرُها دِمَايَ
وفي العروقِ تمايَلَتْ
لكنّني حين التقيتُ بقلبها
سقطَ القتيلُ
و في بريقِ نهايةٍ
كانتْ تلاعبُ قطَّها
و بلحظةٍ
عند المساءِ تراقَصتْ
كمْ تحملُ الأقدارُ بين جوانحي
سهماً يُريقُ صبابتي
عشقاُ يجوبُ سريرتي
نهراً بهِ
إكسيرُ موتٍ بين موجِ حبيبتي
فأنالُ منهُ بكفِّها
فإذا أنا
أقتاتُ منْ نهرِ الردى
فكأنَّ نبضةُ عاشقٍ مولودةٍ
موؤدةٍ
ما إن رأتْها فرحتي
حتى ذَوتْ و تبدّدتْ
كانتْ تقولُ لمهجتي
و تبوحُ مثلَ العاشقينَ
و لم تزلْ
هي كالسّرابِ
رأيْتُها
حادَثْتُ كلَّ جمالِها
لكنني حين اقتربْتُ
و كنتُ قابَ جنونِها
وَلَّتْ
و غابتْ
و انتهتْ
و صديقتي عصفورتي
وقفتْ على وجهي لتوقِظَ نائمٍ
في قلبهِ
بِلَّلوْرةٌ
قد شقْشقَتْ
شعر : د. محمد عباس الطاف …. عضو اتحاد كتاب مصر