قد جِئتُ من سَبَأٍ والشَّوقُ يحملني
عبر الأثير وبيت الشعر عنواني
كان النَّسيمُ عَلِيلَاً مثل طَلَّتِهِ
يُعَانِقُ الوردَ في رفقٍ وإحسانٍ
في عرشِ بلقيس صلَّى الصَّبح يتبعه
أقيال مأرب من إنسٍ ومن جانٍ
أعلمتُ فيروزَ طعمَ البُنِ في يمني
كطعم أغنيةٍ من قلبها الحاني
يشدو الصباحُ بأنغامٍ لها طربا
من صوتها العذب يزهو ورد نيسانِ
في الشام روحي وفي صنعاء أوردتي
زيتونُ عَمَّان في فكري ووجداني
إلى دمشق الهوى أهـديت أغنيتي
وفي فلسطين قلبي كل أشجاني
يا أرض حِميَرَ أنتِ الروح في بدني
خُذي يراعي خُذي بحري وشُطآني
والله والله لن أنساك يا أملي
إنَّا على العَهدِ من جيلٍ إلى ثانِ.
أرضُ الحضاراتِ والقرآن أيّدها
من سدِّ مأربَ حتّى رأس شَمسَانِ
وفي رياضِ المُكَلَّا صغتُ قافيتي
إلى تَرِيمِ المعالي حِكتُ أوزاني
أبو عزام حميد القاضي