قصيدة : حوار بين زوجين . مسابقة شعر التفعيلة بقلم / سهام الجويلي .. تونس

النص في شعر التفعيلة في إطار مسابقة مهرجان همسة
العنوان حوار بين زوجين
الزوجة:
لمَِ لا تقولُ أحبُّكِ
أوَ تستحي من أن تقول أُُحِبُّكِ
قُل لي أحبًك كي أراني جميلة
متدفًقه كالماء حين يضخٍُّه الشلاّل
قل لي أحبك كي تضجّ مسامعي
بطبول أفراح المجرّة كلّهَا
فيلين خصري طائعا متمرّدًا
وتهزٍّه دقّات قلبك راقصًا
كالدفّ تنقره أصابع عازف فنّانٍ
قل لي أحبٌٍكِ كي أرى الكون فضاء واحدًا
لا فرق فيه بين أرض وسماء
تتحرّر الألوان فيه جميعها
وأصير فيه نجمة متلألئه
قل لي أحبٍّك كي أعود إلى الوراء
بسنين عشر أو بأكثر ربّما
قل لي أحبّك كي تطول ظفائري
وأشكّل بجدائلي أرجوحتي
قل لي أحبّك يا حبيبي فتَنْتَفِي
كُلُّ الحدُودِ الواهية ما بيْنَنَا
فنُسَافَرُ ونُحَلِّق ونغُوصُ في الأعْماقِ في الزَّمنِ السَّوَاءْ
فكأنّنِي وكأنّكَ من كائِناتٍ خارقهْ
وكأنَّنا تحْت زَعَانِفِنا نخبِّئُ أَجْنِحَهْ
قل لي أحبُّكِ كي نعود إلى جِنانِ الخُلْدْ
وأصيرَ حوَّاءَ الجديدةَ المتجدِّدهْ
وتُعيدَ خَلْقِيَ منِْ جديدْ
من بيْنِ نبضِ القلْب ودقَّاتِ الوريدْ
قل لي أحبٌّكِ كَيْ أكون سعيدةً
فالاعتِرافُ يُعيدُ لَهْبَ مشاعِرِي
ويُغَيِّرُ تاريخَ يومَ وِلادتِي
قُل لي إِذَنْ إنِّي أُحِبُّكِ دائِماً
والحبُّ بيْنَنا ثابِتٌ ويَزيدُ

ردُّ الزَّوج
لِمَ لا أقولُ أٌحِبُّكِ!
أَوَ تمْزَحِينْ؟ أوَ تطْلُبينَ الحُبَّ في زمنِ الوَبَاءْ
فمتى أقولُ أُحِبُّكِ
حين أعودُ مُتْعَبًا من مَكْتَبِي
مُترنِّحًا ،مُتثَاقِلًا أوْ سابِحًا في اللَّا شُعورْ
ومتى أقولُ أُحِبُّكِ؟
وسط الزِّحامِ الخانِقِ
أو في غُباَرٍ أسْوَدٍ يتراكمُ ويُلَبِّدُ كبِدَ السَّماءْ
ومتى أقولُ أُحِبُّكِ
حِينَ أُشاهِدُ نشْرَةَ الأخْبارْ
وأمُرُّ مِن بلدٍ إلى بَلدٍ وخَوْذَتي فَوْقَ رأْسِي
مُتَسلِّلًا فَوْقَ رؤوسِ أصابِعِي
كَيْ لا أَدُوسَ المَوْتى والأَشْلاءْ
ومتى أقولُ أُحِبُّكِ؟
حين أُصَافِحُ شاشَتِي الزَّرْقاءْ
وأرى فُنونَ اللَّهوِ والإغْراءْ
وأخالُ نفْسِيَ يوسُفَ بيْنَ النِّساءْ
وأرى الدِّماءَ شهيَّةً تتقاطرُ
بيْنَ الأصابِعِ تُعلِنُ أنْ لا رَوَاءْ
ومتى أقولُ أُحِبُّكِ؟
حين أرى العُمرَيمُرُّ خلْف ظهْرِيَ هازئًا
بِبَقايا أحْلاَمِ الصِّبَا
كيف أقولُ أُحِبُّكِ؟
وأنا تُلَطِّخُني الخطاياَ
وأنا تُكبِّلُني القُيُود.

سهام الجويلي_ تونس_