ط
مسابقة الشعر الحر والتفعيلى

قصيدة .حين أتيت . مسابقة الشعر النثرى بقلم / ماجدة الظاهرى . تونس

ماجدة الظاهري
تونس
https://www.facebook.com/dhahrimejda

(مسابقة قصيدة النثر)
حين أتيت

نطقتْ بالعزفِ خفايا الكلام

باحَ الوترُ للوترِ بسرِّ المغني

تسلّلتِ المعاني تفكُّ قيودَ الكلام

تركت قدمي معلّقةً على أبوابِ المستحيل

وأتيت

كأنّ خطواتي نسيج من خيالِ الأساطير

تحيك أسماء جديدة تربك دروب الانتظار

كأن يصيرَ

الشّوقُ نافورةَ ماءٍ

العشقُ قلادةً

القصيدُ لؤلؤةً في جيدِ المساء

والحزنُ غناءً

وأنا

أشيِّدُ بأصابع الكلماتِ الكفيفةِ مدائنَ من حنيني إليك

وطناً أعدُّ حباتِ ترابهِ حبّةً حبّة

أجمّعُها في كفِّ روحي أفرشُها إليك سواحل

سواحل للمتعبين من همِّ الوطنِ الرابضِ على أحلامِ الغرباء

يرسمون حدودَهُ ليلاً على جسدِ أُنثى في قمَّة الانتشاء

يتعثَّرون في هضابهِ فجراً على جسدِ عجوزٍ تغرسُ عكَّازَها في قلب الخريطةِ

تحفرُ بالدّمعِ قبراً وتنوحُ

شجرتي كانتْ هنا

زيتونةً

ليمونةً

كرمةً

داليةً

زيزفونةً

يحطُّ عليها الدّوري

يخبرني عن حالةِ البلادِ ووجهةِ الأحفادِ

عن آخِرِ قصائِدِك يردِّدُها أطفالُ المدارس

سيصيرُ اسْمُك معلّقاً على باب إحداها

أو يسمَّى باسمِك الشّارعُ المؤدِّي إليها

سيسمَّى باسمِك حيٌّ في المدينةِ ويشارُ إلى جدارٍ بأنَّه كان ينتمي إلى بيتِك

ستخرجُ قوافلُ من النّساءِ من قصائدِك ترتعدُ عكاكيزُهنَّ خجلاً من إيماءات حفيداتِهنَّ

حين يكشفْنَ سرَّ الوحيدِ الذي أشركنَ بهِ وأشركَ بهنَّ

سواحل لبحرك الوحيدِ

يقدُّ من لؤلؤهِ ومرجانهِ عناقيدَ شكِّ ويقينٍ

لعابرينَ يستدلونَ برفيفِ أجنحةِ النَّوارسِ

وحين يتعبون يسندون ظهورَهم إلى جدارِك

ينسون أنّ جدارَك ماءٌ

وأنّك من أهدى لعروسِ البحرِ جمرةً مبلَّلَةً

فقضت ما تبقى من العمرِ في حريقِ الأسئلةِ

وأتيت

كأنّ خطواتي إليك ترفعُني

كأنّي أناديك بما أزهرَ في ندى فكرتي

كأنّي أحطُّ كفِّي على كفِّك

نهزُّ جذعَ المسافةِ

فتسقطَ وجهتُنا القادمةُ

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى