ذاتَ عِشقٍ ...... للعابرينَ على حِكاياتِ الندى طَالتْ فَمَدَّ الشوقُ ذاكَ الموعدا تَبَّتْ يدٌ عبَثَتْ بسِرِّ الحُلْمِ في سِفْرٍ تَأَوَّلَ رِعشَةً منذُ ابتدا لا أنتمُ الأَعلَوْنَ حينَ طَحَنتُمُو حَبًّا نَدِيًّا في الرحى، مُتعَبِّدا تَتَخَطَّفونَ مِنَ السنابلِ في الحُقُولِ جَنِينَها تتذوَّقونَ الأرغَدَا و ستَخبِزونَ القُبْلةَ الحَرَّى و في صَمْتِ الدُهاةِ تُراقبونَ المَوْقِدا يا أيُّها الوَلدُ المُسافرُ في خَلايا الشَمْسِ يُخفِيكَ التَسَتُّرُ بالهُدَى أَسُقِيتَ حَقًّا مِنْ زُلالٍ كانَ تحت الطِّينِ فانفَجَرَتْ عيونِي مَوْرِدَا؟ ذُقْتَ الهَوَى أم هل عَرَفتَ وَجيعةَ الموتِ الذي غَابَ ارتحالًا في المَدى؟ أَصُلِبْتَ فوقَ مَدائِنِ النورِ المُصَفَّى تشتهي بَعْثًا لكي تتسَيَّدا؟ يا أيُّهَا المَنْسِيُّ في كَهْفِ الخطيئةِ هل رَجَمْتَ الغَيْبَ مِنْ رَجْعِ الصَدى؟ إنِّي ارتَشَفْتُ قصيدَكَ العَذبَ ارتواءً في ثَنَايا الرُوحِ مِنْ بَوْحٍ شَدا يا أيُّهَا المَنْفِيُّ في جَسَدي هَوىً مِنْ أَلْفِ تِيهٍ تَسْتَكينُ تَوَدُّدَا كنتَ الذي قادَ المسيرةَ في جنونٍ صاخبٍ حَتَّى وَصَلتَ الفَرقَدَا ضَلَّ الطريقَ فلمْ يُصَاحِبْ نَجمَةً حتى أتى، وبِبُقعَةِ الضَوْءِ اهتَدى أَرخَيْتُ سِتْري فَوقَهُ، و ضَمَمْتُهُ لَمَّا أَنَاخَ الحِمْلَ قد مَدَّ اليدا و لَكَمْ تَأَوَّهَنا احتراقًا مِنْ حنينٍ هَزَّنَا في لَوْعَةٍ كَيْ نَسْعَدا و أَنَا التي ناجيتُ طيفَ صَبَابَتي لَمَّا أتَتْنِي ذاتَ عِشقٍ مَوْلِدا للذكرياتِ تمدَّدَتْ بالأُفْقِ في ظِلٍّ غَفَا و لَكَمْ بَكَيْتُ المَرقَدَا للأمنياتِ و قد غَزَتْ شَيْبَ الزمانِ تَعَمَّدَتْ في الضَوْءِ كي تَتَوَلَّدا و العابرونَ على رُفاتِ غروبِنا رؤيا مُخَضَّبَةَ الدماءِ بِلا نِدا فلتعبروا للضِفَّةِ الأخرى ولا تَتَلفَّتُوا، لَيلِي سيبقى سرمدا و لتذهبوا صُبحًا لكي تتلَمَّسوا صَيْدًا جديدًا مِنْ بعيدٍ قد بَدَا ..... سامية سلوم مصر