ط
الشعر والأدب

قصيدة ( رجل عصامي ) المعلقة المئوية للشاعر / نجاح جاب الله

أنا ياسادتي رجلٌ عِصامِي*سليل الباعِ ذو أصلٍ عِظامِي

أصون العرض لاأخشى مَلامي*وأرفعُ هامتي شأن الْهُمامِ

عنائي من حبيبِ زاد كربي*****وقلْبي لا يفارقهُ زُقامي

لقــد عانـي فراشي منْ دموعي*ولا جدْوى ونفسي في خصامي

فلا جسدي ينام الّليلَ سهداً***ولا ترك السهــادُ لنا وئامِي

سألتُ الرّوح :من تلك الّتي لا*يفارقني صداها في منامي

فقالتْ: تلْكَ منْ، أنت الذي لا* تفارقها وحيداً في الزِّحامِ

فقلْتُ لها:مضى عنِّي نديمي*ولاأدري متى تغدو سقامي؟

وحِبِّي قدْ يقلِّب لي جـراحي*فـتوجعني بأحضاني عِظامِي

تؤرِّقني المضاجع والْمبالي*وقلبي قدْ يتوق إلى غرامي

وأحزاني وقد زادت شجوني*شربْتُ الْكأْسَ مُرّاً من تيامي

مـتـى أرنوكَ يا حبي صباحا**وتغمرني بإفشاء الســلامِ

يغيب الْحبَّ ثمَّ يعود فينا***وقلبي قدْ تفتَّت في حطامي

ويفنى النّاسُ جيلا بعْدَ جيلٍ*وياويْحي أنا رجلٌ همامي

ولا تأتي الظّنونُ بلا يقينٍ*وذاك الْحبُّ يقْتلهُ خِصامِي

زماني كانَ مِلْكي في شبابي*فما أضحى بهجْرك في زمامي

أنا شاكٍ إلى ربِّي عذابي*شبابي ضاع منِّي في هزامي

وما في الدّهْرِ شرٌ منْ حياةٍ*يعيش المرْأُ فيها في الظلامِ

وفي الّلذات إن سمحتْ ظروفي*ألمْلمُ للورا خلْفاً أمامي

فيالك منْ زمانٍ عشْتُ فيهِ*جريحَ الْقلْبِ مغلول العِصامِ

ألا ياهاجري رمْتَ المنايا*وقدْ يبكي ويشْمتُ في ضيامي

وهلْ يبقى على الدنيا حبيبٌ***بكيتُ لهُ ولمْ يشْعرْ هيامي؟

فياليْتَ الْهوى يمشي بعيدا***يغورُ ولا يعودُ إلى خيامي

أحاول وصلَ ذاتي دون جدوى* لقدْ نال الضّنى منِّي تمامي

وكلٌّ للْهوى يصبو حميما********ويلْقى خِلّهُ لقيا حِمامي

فما كلٌّ سيحيا دون موتٍ*****ولا كلٌّ يعيشُ بلا كرامِ

وأصعبُ ما يصيبُ النّاسَ صبّاً*يفاجئهمْ كما موتٍ زؤامِ

أبى الدّهْرُ إلَّا أن نعاني*****وبتنا نستقي مرّ السُّخامِ

ومنْ خافَ الْمذَلَّةَ منْ جبانٍ*فقدْ خسرَ الدّنى حتى الْختامِ

يجافي النوْمَ عيني في منامي* وطابَ لسهدهِ منِّي مقامي

قليلٌ في الحياة على ثباتٍ*وكيفَ يدومُ حبٌ في دوامي

وما الدُّنيا سوى قدرٍ عليْنا*وذا أصْلٌ لخلْقي وانْعدامي

تأمَّلْ يافؤادي هلْ تراني*سعيداً أم تراني في انْهدامي

تأملْ هلْ ترى خيْراً أنا لا*أرى شيئاً سوى لومِ الْلئامِ

فطوبى لامريءٍ غلبتْ هواهُ*رجاحتهِ فأضحى في همامي

أنا رجلٌ كتومٌ لا أهاذي********ولكنِّي أعاني منْ كُتامي

فؤادي والْهوى سرٌّ بنفسي***أما في ذاكَ قتْلي وانْفصامي

أنا حبّي ملكْتُ بهِ أموري***وأضحى في قعودي أو قيامي

وجاريْتُ الصبابة باشْتياقي*قضيتُ الْعمْر جوعاً منْ صيامي

وقدْ ولَّى الصبا وأنا غريمٌ *****وماعادَ الشَّبابُ بهِ غِرامي

تأمَّلْتُ الْمرايا بعْد عمرٍ******مضى فبدا قناعاً من هلامي

وما الأيامُ إلا دائراتٌ*********عليْنا أو لنا أعلى وسامِ

فما نُمْسيهِ حيناً ليس حتماً*******وقدْ نلقيهِ في وسط الْقمامِ

على هذا يكونُ النّاسُ حالاً***ويبقى اللهُ يخْلقُ في دوامِ

نزعتُ من الصبابةِ كلَّ نفسي*بنفسي لا أهاب معها صدامي

وقلْتُ لها أنا جدٌّ تعيبٌ*****لقدْ أضحيْتُ جسْماً منْ ركامي

أداري صبوتي منْ سوءِ مابي*ولا أرضي بديلاً عن حسامي

أنا ياسادتي أصلٌ وفصلٌ*وحرْفي في الهوى أقوى سهامي

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى