قصيدة : رسول الله . مسابقة الشعر العمودي بقلم / إبراهيم حسان .مصر

قسمًا بمن رفع السماءَ وشيَّدا

وله أقام بأرضِ مكةَ مسجدا

وهو الذي بالوحي أرسلَ صادقًا

فإذا بنورِ الحقِّ يسطعُ في المدى

من جاء بالدينِ الحنيفِ له انبرتْ

واستقبلتْ كلُّ الشعوبِ محمدا

أنهى عصورَ الشركِ بين جموعِهم

وأعاد للعقلِ الرشادَ وجدَّدا

فإذا أبو لهب ٍ وقودُ جهنمٍ

وغدا بلالٌ بالتدينِ سيِّدا

يامَنْ ببعثتِكَ السماءُ تشرَّفتْ

فالكفرُ ولَّى والظلامُ تبدَّدا

ما كنتَ فظًّا كنتَ فيهم ليِّنا

تدعو تجادلُ من لأمر ٍ فنَّدا

لك َ في قلوبِ العالمين مكانة ٌ

فاقت مقامَ الوالدَين تفرُّدا

بقدومكم نزلت ملائكةُ السما

في بيتِ آمنة ِ الجلالِ لتُولدا

والفرسُ ما خُمِدتْ قرونًا شعلةٌ

فأراد ربُّكَ نارَهم أن تُخْمدا

والعرشُ للرومانِ من أركانِهِ

يهتزُّ والإيوانُ بُعْثِر في المدى

وتراقصتْ في الأفق نجماتُ السما

تستقبلُ الطفلَ النجيبَ الأمجدا

وغدتْ بمكةَ من شذى ميلادِه

أطيافُ هالات ٍ وإشعاعٌ بدا

غنَّتْ مع الحادي قوافلُ شوقِهم

في ليلةٍ كان الظلامُ مُسَرْمدا

وأدُ الطفولةِ عافها وجهُ الثرى

في مشهدٍ منه الفؤادُ تجمدا

وعبادةُ الأصنامِ كفرٌ قائمٌ

وترى نجيبَ العقل يجثو ساجدا

والسفكُ للدَمِ بينهم متعارفٌ

ولأبسطِ الأسبابِ سيفٌ جُرِّدا

كل ُّ الفواحش أينعت..إبليسُهم

وجد القلوبَ فريسةً فاستأسدا

فأتى لسانُ الحق ينطق مُعْجِزًا

وطريقَ شوكٍ للهدايةِ عبَّدا

واهتزت الدنيا وقامت تنتشي

لبستْ لأثوابِ السعادةِ عسجدا

من بعد فرقتهم وعهدِ تناحرٍ

قد بات مجتمعُ الصفاءِ موحَّدا

يا أيها المكيُّ جئتَ لأمة ٍ

فغدوت نحو العالمين المرشدا

بلَّغتَ دينَ الحقِّ صفوًا ناصعًا

للإنسِ والجنِّ استفاقا للهُدى

وملأتَ هذا الكونَ نورًا عاطرًا

وجعلتَ عصرًا للضلالِ غدا سُدى

أولستَ بعد اللهِ فوق لسانِنا

في الذكرِ أو حين الفؤادُ تشهَّدا

أوحى إليكَ اللهُ من فوق السما

للغار جبريلٌ أتاكَ وردَّدا

اقرأ وما كان الحبيبُ بقارئٍ

فأجبتَ فاهتزَّ الوجودُ مع الصدى

وانشقَّ صدرُ البدرِ معجزةً بدتْ

والجزعُ حنَّ عليكَ مال تودُّدا

صلى عليكَ الكونُ ما فجرٌ شدا

والجُرْمُ والملكوتُ من سمع النِّدا

حب ُّ النبيِّ معلقٌ في مهجتي

كلُّ الوجودِ أراه يعشقُ أحمدا