قصيدة رملٌ..مسابقة النص النثري .بقلم / بهاء جمعة ..مصر

قصيدة
رملٌ
قصيدة نثرية
الإسم ، بهاء جمعه
إسم الشهرة ، بهاء جمعه
البلد ، مصر /طنطا
رقم التواصل ،01220783509
أو 01124756901
القصيدة
رملٌ

هو مثلُ الفأر
يدورُ في متاهة لا تنتهي
لا بابَ ليخرج
لا نافذةَ ليتسللَ مع الضوءِ
لا أجنحةَ ليكسرَ جدارَ السماءِ
ويرى الأشياءَ أوضح

في الصباحِ
ككلِ صباحٍ
يستيقظُ مع العصافيرِ والقطط
يشعلُ سيجارتهُ الرديئةَ
يأكلُ خبزاً تركهُ (لوركا) في قصيدةٍ ونامَ إلى الأبد

يذهبُ إلى عملهِ كالراهبِ العجوزِ
يكنسُ البلاطَ والأرصفةَ مرغماً
يرسمُ ابتسامةً مزيفةً على وجههِ
ويبكي إن أراد
يُهدي لطفلةٍ وردةً لتعلمهُ كيف يبتسمُ على طبيعتهِ

لا يسكنُ البارات
لأن النبيذَ يعشقُ الجسدَ الحر،
الخالي من عبوديةِ أصحابِ المحلاتِ والعملاتِ المعدنيةِ
لا يسكنُ المقاهي
لأنهُ لم يعصر على قلبِ أنثي
هزيلٌ
مثلَ الذي يُحبُ في السرِ، ويخشى ربهُ
منكسرٌ
مثلَ الذي يعشقُ امرأةً ولا يستطيعُ الاعتراف

رملٌ
كلُ شيءٍ يشبهُ الرمل
الساعةُ التي توجعُ الحائط/
الجدارُ الذي بلا بابٍ/
البابُ الذي لا يُطلُ على شيءٍ/
الحجرُ المسجى على الرصيفِ/
الشجرُ الذي لا يُتقنُ العناقَ/
الجسدُ الذي لم يتلوث من جسدِ عاهرةٍ/
أعقابُ السجائرِ الملقاةِ على الأرضِ مثل الفقراءِ/
المحلاتُ التي تُنخرُ كالسوسِ في عظامِ عمالٍ يوميةٍ/
النهرُ الضيقُ/
الجسرُ الذي يقبضُ راحتيهِ على النهرِ حتى يختفي/
المطرُ الذي يتساقطُ على قبعةٍ فقدتْ صاحِبَها/
الغريبُ الذي يعبرُ من جهةِ اليمينِ إلى اليسارِ ثم يُعيدُ العبورَ مرةً أُخرى،
كأنهُ يجمعُ أوراقَ الخريفِ
أو كأنهُ يقتفي أثراً ما
أو كأنه يتبعَ النجومَ فتضللهُ
أو كأنهُ في متاهةٍ لا تنتهي

هو
مثلُ
الفأرِ
يدورُ في متاهةٍ
كأنهُ بحر يجري فوقهُ قبرٌ
أو كأنهُ قبرٌ يجري فوقهُ بحرٌ

كلُ شيءٍ يشبهُ الرمل
القمرُ النائمُ في سماءٍ بعيدةٍ يشحذُ بعضَ النورِ من نجومٍ غارقةٍ في السكون ،
الغريبُ في وطنهِ ،
اللاجئُ في وطنِ الغريب ،
الغريبُ الذي يملك ُ كل شيءٍ في وطنِ الغريب،
الإوزُ السابحُ في بحيرةٍ ،
الكلابُ التي تنبحُ على كلِ شيءٍ ،
وعلى اللاشئ ،
التماثيلُ التي تُصنعُ لشعراءِ الكاذبينَ
وتماثيلُ الملوكِ الكاذبينَ
والأصابعُ التي تَصنعُ التماثيلَ ،
تُشبهُ الرمل
والرملُ يشبهُ العشبَ
والعشبُ يشبهُ طعامَ الخيولِ
والخيولُ تأكلُ أصابعَ
الشعراءِ و
الملوكِ و
النحاتين
كلُ شيءٍ يشبهُ الرمل
والرملُ متاهةٌ لا تنتهي
هو
مثل
الفأر
يقولُ….
ويختفي في المغاراتِ