رِفْدانْ…!
———————–د. خيري السلكاوي
حَـــارَ الــفُـؤادُ فَـهَـلْ تُـرْضِـيِكِ حَـيْـرَتُهُ
يـا وَيْـحَ مَـنْ فِـي الـهَوَىَ تَحْتارُ رَمْقَتُهُ
نـــادَىَ و لَــمْ تَـلْـتَفِتْ لِـلـشَّوْقِ أَعْـيُـنُها
ولَّـــىَ فَــلَـمْ تَـحْـتَـمِلْ تَــنْـأَىَ مَـحَـبَّـتُهُ
ارْخَتْ حِبالَ الجَوَى في الجَزْرِ مَوْجَتُها
تَـنْـثـالُ مِـــنْ مَــدِّهـا لِـلـشَّـطِّ فَـرْحَـتُـهُ
نَـالَتْ عَـلَى صَـدْرِهِ … و النَّبْضُ يَعْزِفُها
لَـحْـنًـا بَــدِيـعَ الـــرُّؤىَ تَــهـواهُ قَـهْـوتُـهُ
أوْحَـــــتْ أنــامِـلُـهـا لِــلْـقـلْـبِ أُغْــنِـيَـةً
“رُوحِــي أَنـا” فـانْبَرَتْ بِـالصَّمْتِ لَـهْفَتُهُ
لاحَــتْ لَــهُ رَمْـقَـةٌ مِــنْ لَـحْـظِ لَـهْـفَتِها
فـاخْضَوْضَرَتْ كِـسَفًا في الأيْكِ نَظْرَتُهُ
شـاءَتْ و شِـئْتُ و مـا ضَـلَّتْ مَـشِيِئَتُنا
و اللهُ تَــحْـرُسُـنـا طَـــوْعًــا مَـشِـيِـئَـتُـهُ
رِفْـــدانِ لَـــمْ يَـأثَـمـا يُــغْـرِي لِـقـاءَهُـما
إبْـلِـيـسُ فِــي نـاصِـحٍ تَـخْـتالُ هَـيْـئَتُهُ
نـامَـتْ جِـمـارُ الـلَظَىَ حَـتَّى يَـحِيِنَ لَـنا
آنٌ فَــتُــوقِـظُـهـا فِـــيِــنــا شَــرِيِــعَــتُـهُ
و اللهَ إنْ يَـــتَّــقِ الإنْـــســانُ أنْــصَـفَـهُ
وأبْــدَلَــتْ بِــالـشُّـرُورِ الـخَـيْـرَ قُــدْرَتُـهُ
بَــوْحٌ تَـهـادَىَ ومـا فِـي الْـبَوْحِ مَـنْقَصَةٌ
مـــادامَ قَـــدْ خَــزَلَـتْ إبْـلِـيِـسَ جُـبَّـتُـهُ
يَـنْدَىَ جَـبِينُ الـوَهَىَ فـي كُـلِّ مُـعْضِلَةٍ
حَــلَّـت بِــنـا و الـتُّـقَـىَ حَــلَّـتْ مَـعِـيَّتُهُ
حـسنان جـسد لـي فـي الـعشق دأبهما
صــرحَ الـجمالِ الـذي فـي الـتاج درتُـهُ
نـسـج الـبـهاء لـهـا مــن سـحر فـاتنتي
روحـــا ســمـا فـارتـقت بـلـقيسَ آيـتُـهُ
أوحــــت بــنــورٍ إذا لاحـــت نـسـائـمُهُ
لا بـــدرَ تــبـزغُ فـــي الأكــوان دَوْرَتُــهُ
نــزهــو بــرونـقـه بــيـن الـحـسـان ولا
تـــزهــو سِــــوَىَ بــعـطـاء الله طــلـتُـهُ
أتــرتــقـي لــهــبـات الـــــرب مــكـرمـةٌ
سـبـحـانـه انــفــردت فــيـهـا عـطـيـتُهُ
لـيس الـجمالُ جـمالَ الـشكل فـي ولـهٍ
تُـجـري رضــابَ عـيـون الـمرء شَـهوتُهُ
شـهـد الـرضـاب إذا لـم يـكتنف خـجلا
وســـار نــحـو الـغـوا ضـلـت مـسـيرتُهُ
رفــقـا بــمـن قـدهـا الـرحـمن أحـجـيةً
مــن ضـلـع مـخـمصتي تـقـري مـودتُـهُ
نـظـمت مــن أحـرفـي عـقـدا تـتيه بـه
فـانـثـال مـــن جـيـدهـا تــيـهٌ يـصـيتُهُ
و اسـتـمرأت صــوري أزهــار روضـتـها
فــصـل الـربـيـع بــهـا تـخـتال بـهـجتُهُ
بـينَ الـهضابِ و فـي هـامِ الـجبالِ ترَى
أنــغـامَ رقـتـها فــي الـعـصْفِ تُـسْـكِتُهُ
يـــا رب يــسِّـرْ لـنـا مــن أمـرنـا رشــدا
ســكـنـى تـهـدهـدنـا بــالــود رحــمـتُـهُ
يـــا رَبُّ يَــسِّـرْ لَـنـا مِــنْ أمْـرِنـا رَشَــداً
سُــكْـنَـىَ تُـهَـدْهِـدُنـا بِــالــوِدِّ رَحْــمَـتُـهُ
بقلمي :……….
…………د. خيري السلكاوي
..