خاص بمسابقة همسة
زفـْـرةُ الحِـرْمَـــان
د/ جهاد الكريمي – اليمن.
واتس : 00967774142937
يقضُّ الأسى دَرْبيْ ويَغْشـــى مَواقـعيْ
وتسطـوْ على لَيْلِيْ غِضَـــابُ الزّوابــعِ
ويصْحَبُني الحِرْمــــــانُ شرقــاً ومَغرباً
إلى أنْ غدا الحرمــانُ نجمـيْ وطالعي
أسيـــــرُ وقلبي ذابِلٌ رَوْحــةَ الضّــحى
وفي الّليل يكْوِيْني العَنا في مَضاجعي
وما قُمْتُ إلا نـــــــام أُنْســــي وسَلْوتي
وما نمْتُ إلا واستفـــــاقتْ مَــــواجعي
لفرْط صُرُوف الواقِع اخْلوْلقَ الهوى(1)
كما اخْلوْلَقتْ بُسْــــطٌ بِكُثـــــر المَنافعِ
قرأتُ بكفّ الدّهـــــــر حظّـــــاً مُشرّفاً
فخــــادَعني كــفُّ المـــدى بالذّرائــــعِ
يُرِيْنِيْ إمامــــــاً راسـخ العلمِ ذا غنىً
وأُدْرِكُ تجْهيـــــلاً لِلَأْواء(2) واقعـي
زمــــاني وقد عاهدتُهُ خــــان عهدَهُ
وماضي مواثيـقي تَناستْ مُضارعي
وحُلْمي الذي ربّيْــــتُهُ صــــار شيـبةً
وشاختْ طُمُوحاتي، وماتت دوافعي
بأرضٍ إذا مجْـــداً بنى الفذُّ وارتقـى
تُحطّمُـهُ ضرباً بأقســــى المَقــــامِــــعِ
وتُعليْ وَضِيعَ القَدْر إذ حظُّهُ الغــنى
وتُخْفضُ أقــــــدارَ النّجــــوم اللّوامـعِ
***
رأيتُ البَـــلايا تصْطفي كُلَّ مــــاجدٍ
وسيـــــف الرّدى يهــوى كِرامَ المَنـــابعِ
ويقتاتُ من أرواح أهل الإبا الأسى
وتُفنيـــهمُ الآفـــــاتُ في كلّ شــــــارعِ
وتبعُدُ عن ذي اللُّؤم دوّامةُ البــــلا
وينْعمُ بالدُّنيـــــــا خبيــــثُ الطّبـــــائعِ
وسهمُ المنايا مَن يُوافيـــهِ لمْ يَذَرْ
لهُ مَنــــزلاً، إلا عظيـــــم الصّنــــــــائـعِ
***
أنفسي ومنها العزمُ تستعذبُ البــقا!
أيُغوي ذكـــــــاءَ الفَذِّ مكْرُ المُخــــــادِعِ!
أحقاً رضيتَ الضَّعف يا مُترَف القوى
أشيّدْتَ صرحـــاً جنب قشّ الخوانع!
أترضــعُ من ثــدي المَــــذلَّةِ راضيـــاً
وأنت الذي مُذْ كُنْتَ.. عَذْب المَراضِـعِ؟!
***
وللبؤس ضيْمٌ ليس يَدْريْهِ ذو الغنى
ولا يعــرفُ الشـّبعـــــانُ آلامَ جــــائـــعِ
تبدَّى امتعاضي لا انهـــــزاماً، وإنّمـا
بِغَيـــــضٍ من الأحزان فاضت ينـــابعي
فيا ربّ أغْنِ عفّتـيْ، صُـــنْ كرامتيْ
وإلّا أمتْني شامخــــــاً في صــــوامعــي
(1) صُرُوف الواقِع اخْلوْلقَ الهوى: لشدة النوائب والمصائب بلي الحب وتقادم.
(2) اللأواء: الشدة والفاقة.
