ط
مسابقة الشعر الحر والتفعيلى

قصيدة : عدنا . مسابقة شعر التفعيلة بقلم / زهور بن عبيد . تونس

 

الإسم و اللقب: زهور بن عبيد
عنوان النص الشعري: عدنا (فصيح- شعر التفعيلة )

البريد الإلكتروني:
[email protected]
الهاتف و الواتساب: 0021622538022
البلد: تونس
الفايسبوك: زهور عبيد
اكتب إلى زهور عبيد
عنوان القصيدة: عدنا

شعر التفعيلة

عُدْنَا
و سِهَامُ الشَّوْقِ
في فُؤَادِنَا تُغْرَسُ

تُبْنَا
فالفِراقُ نَكْبَةٌ لِرُوحٍ
مِنَ الصَّبَابَةِ تَنْهَلُ

عُدْنَا
بِمُهْجةٍ إلى حَنِينِكَ تَهْرَعُ
فهلْ لِعَوْدَتِي
بَعْدَ فِراقٍ مُجْحِفٍ تَقْبَلُ؟

******

جِئْنَا
و الخُطَى عَلَى عَجَلٍ
و الأَنَا تَتَمَهّلُ
فَالنَّفْسُ مِنْ تَعَنُّتِها المَاضِي
تَخْجَلُ
**
أيَا حَبِيبًا كُنْتُ في حَضْرَتِهِ
بالهَوَاجِسِ و الظُّنُونِ
للحُروبِ أفْتَعِلُ
و لَمَّا ابْتَعَدْتُ صَارَ يَقِينِي
لِبَرَاءَتِهِ يَنْتَصِرُ
و بَاتَ النَّدَمُ نَدِيمِي
وضَمِيري يَحْتَرِقُ
**
فهَلْ تَقْبَلُ عَوْدَةَ حَبِيبَتِكَ التِي
ذَاتَ يوْمٍ قَسَتْ؟
و اليَوْمَ تَأْتِيكَ تَسْتَجْدِي وَصْلاً
و الدُّمُوعُ سِرًّا و عَلانِيَّةً
تَنْهَمِرُ
****

عُدْنَا
و الوَجْدُ فِينَا يَنْهَشُ
و فِي تَمْزِيقِنَا بِمَخَالِبِهِ
يَتَفَنَّنُ
و بِلَا شَفَقَةٍ يَلْتَهِمُنا
و يَفْتَرِسُ

و يَوْمًا بَعْدَ يَوْمٍ يَكْبُرُ فِينَا
الشَّوْقُ و يَتَوَحَّشُ
فَهَلْ مِنْ بَقايَا حُبٍّ فِيكَ
لِخَطايَانا يَشْفَعُ؟

****
لا أَدْرِي مَاذا فَعَلَ بكَ الزَّمَنُ
في غِيَابي؟
هل غَيَّرَكَ أم مَازِلْتَ بِهَوَايَا تَحْتَفِظُ؟

هلْ مازِلْتَ تَصِفُنِي بِمَحْبُوبَتِي
و تُنادِيني يا قَمَرِي و يا شَمْسِي
و يَا زُهُورِي؟
أَمْ تُرَاكَ كَرِهْتَنِي و رَمَيْتَنِي
وَرَاءَ التّارِيخِ
و كَنَسْتَنِي مِنْ أيّامِكَ
كَنْسًا
و غَدَوْتَ مِنْ ذِكْرِي تَتَذَمَّرُ

****

عَانَيْتُ في غِيَابِكَ
مِنْ قَلْبٍ يَحِنُّ لِجَنّتِكَ
وَهْوَ في البُعْدِ يَحْتَرِقُ

مَاذَا أَفْعَلُ؟
و إنِّي مَهْمَا بَحَثْتُ
عَنْ أَعْذَارٍ وَاهِيَةٍ
و أَسَالِيبَ للنِّسْيَانِ
يَقُولُ قَلْبِي
لَيْسَ لَكِ مِنْ هَوَاهُ مَهْرَبُ
كُلّ الدُّرُوبِ لِعَيْنَيْهِ تُرْجِعُ

****

فِي تَجْرِبَةِ البُعْدِ الفاشِلَةِ
أَرْهَقَتْنِي الذِّكْرَيَاتُ
و مَشَاعِرِي التِي إِلَيْكَ تَنْتَمِي
و غَدَوْتُ كَغَرِيقٍ يَبْحَثُ
عن قَشَّةٍ بِهَا يَتَعَلَّقُ
و لا يَجِدُ
أُحَاوِلُ أنْ أُقْنِعَ نَفْسِي
أَنِّي بِخَيْرٍ
و أنِّي حُرَّةٌ و مَسْؤُولَةٌ
و قَوِيَّةٌ و ثَابِتَةٌ
و جَمِيلَةٌ و مُمَيَّزَةٌ
كَمَا كُنْتُ و أنَا مَعَكَ
و لا أَقْتَنِعُ.

****

سَمِعْتُ أنّكَ فِي غِيَابِي
تَلْتَزِمُ الصَّمْتَ
و أَنَّكَ عَنْ أسْبَابِ رَحِيلِي تَتَسَتَّرُ
و تَتَهَرَّبُ من أسْئِلَتِهِمْ
و للأعْذَارِ تَخْتَلِقُ
فَيَالَيْتَكَ مَازِلْتَ مِثْلِي
بِعَهْدِنَا الأبَدِيِّ مُلْتَزِمُ

***

لَكَ الكَلِمَةُ الفَصْلُ في عَوْدَتِي
فَعَجِّل بِحُكْمِكِ
فَعَذَابُ الفِرَاقِ
يَوْمًا بَعْدَ يَوْمٍ
يَسْتَفْحِلُ
**
عَجِّلْ بِحُكْمِكَ فأنْتَ القَاضِي
و إنّي بِخِذْلانِكَ أُتَّهَمُ
و إِنِّي أمَامَكَ كَمُذْنِبَةٍ
لِعُقُوبَةِ جَلاّدِهَا تَرْتَقِبُ
أنَا فِي اخْتِبَارِ
تَحَمُّلِ الفِرَاقِ
رَسَبْتُ
فهَلْ تُرَاكَ في امْتِحَانِ الإنْتِقَامِ
تَنْجَحُ؟

****

عُدْتُ
و قَدْ امْتَطَيْتُ خَيْلَ التَّمَنِّي
و أَطْلَقْتُ عِنَانِي لابْتِهَالاتِي
و لَقَّنْتُ لِسَانِي كَيْفَ يَعْتَذِرُ
**
فَيَا حَبيبًا قَلْبُهُ كَالبَحْرِ يَتَّسِعُ
لَيْتَكَ تَصْفَحُ و تَفْتَحُ لِي بَابَكَ
إنِّي أَنْتَظِرُ و أَنْتَظِرُ
و الكِبْرِيَاءُ المَذْبُوحُ
وَرَاءَ ظَهْرِي يَتَخَبَّطُ
و يَنْتَفِضُ
و نَفْسِي تَتَمَنَّى أنْ تَغْفِرَ ذَنْبَها
و إنِّي أَقُولُ و أَقُولُ سَامِحْنِي
عَلَى طَيْشِي الذِي كَانَ
و افْتَحْ لِي
ذِرَاعَيْكَ من جَدِيدٍ
إنِّي مُرْهَقَةٌ
و أَنَامِلِي و أَنَا أذْكُرُكَ
تَرْتَعِشُ
امْنَحْنِي فُرْصَةً
فَمَنْ مِنّا مُنَزّهٌ عَنِ الغَلَطِ
و لا يُخْطِأُ

****

دَعْنَا نَبْتَدِأُ مِنْ حَيْثُ انْتَهَيْنَا
افْتَحْ لِي ذِرَاعَيْكَ
و احْتَضِنْ تَوْبَتِي
دَعْنا بالعَوْدَةِ الكُبْرى نَحْتَفِلُ
و عَلى جُرُوحِ المَاضِي نَرْقُصُ
فَعِشْقُنا و إنْ تَوَارَى فِينَا
بَذْرَةٌ لا تَبْلَى و لا تَفْسُدُ
**
مُدَّ يَدَيْكَ
سَوِيًّا نُفَتِّشُ عنْهُ
في بَيْتِ مَاضِينَا الذِي
مَازَالَ كَمَا تَرَكْناهُ
بِرَائِحَتِنا مُعَطّرُ
و إِبْريقُ الشّايْ
يشْتَهِي ماءًا و نارًا
و أشْيَاؤُنَا لِعَوْدَتِنَا سَوِيًّا
تَنْتَظِرُ
و عَصَافِيرُ حَدِيقَتِنا مَازَالَتْ
فَوْقَ أَشْجَارِهَا تَبْتَهِلُ
أَزْهَارُنَا أَغْرَاضُنَا
أَوْرَاقُنا كُتُبُنَا
أَذْوَاقُنَا هِوَايَاتُنَا
أَحْلاَمُنَا أُمْنِيَاتُنَا
بَقَايَانَا
كُلُّهَا اشْتَاقَتْ إِلَيْنَا
و لِعَوْدَتِنَا تَتَوَسَّلُ
**

تِلْكَ الأشْيَاءُ هَلْ تَذْكُرُ دِفْئَهَا؟
فَكَيْفَ لا نَعُودُ إِلَيْها
و نَحْنُ فِي غُرْبَةِ الفِرَاقِ
نَتَجَمَّدُ بَرْدًا و نَرْتَجِفُ؟

*****
دَعْكَ مِنْ فَلْسَفَةِ الحَيَاةِ
و جَدَلِيَّةِ الخَطِيئَةِ و العِقَابِ
و اسْتَسْلِمْ لِصَوْتِ قَلْبِكَ
و َهْوَ بِالعِشْقِ يَلْهَجُ
و اغْمِضْ عَيْنَيْكَ
و ابْحَثْ عَنِّي
في الظُّلْمَةِ سَتَرَانِي
و أَنْتَ مُغْمَضُ
فالضَّرِيرُ لِمَعْشُوقِهِ يُبْصِرُ
**
لا تَتْرُكْ مَشاعِرَكَ
تَنُوءُ بِرَغْبَةِ الإِنْتِقَامِ
فَبَيْنَ العاشِقِ و عَشِيقِهِ
لا خَيْرَ فِي الصَّدِّ
فَهْوَ شَرٌّ و عَدُوٌّ يَتَرَبَّصُ
**
تَجَرَّدْ مِنَ الأَنَا الأَعْلَى
و اهْزِمْ أحْقَادَكَ
فالحَبِيبُ لِحَبيبِهِ يَعْذِرُ

زهور بن عبيد

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى