ط
مسابقة الشعر العمودى

قصيدة (عنفٌ على قبرِ السلامِ) مسابقة الشر العمودى بقلم / إبراهيم جابر مدخلي. السعودية

(عنفٌ على قبرِ السلامِ)

يمشي على وجعِ الشقيقِ شقيقُ
ينزو لإطفاءِ الحريقِ حريقُ

موتٌ ونكهةُ غربةٍ تجتاحنا
تِيهٌ كَقَعْرِ المستحيلِ سحيقُ

ليلٌ يُقَسّمهُ الرصاصُ مضاجِعاً
للكادحينَ وهم عليه أُرِيقوا

منْ حيثُ تمتدُّ الدماءُ شوارعاً
والجرحُ في قلبِ الكلامِ عميقُ

منْ حيثُ ترتعشُ النوافذُ والمَدَى
وجعاً ويمسِكُ بالغريقِ غريقُ

وينامُ عطرُ النار كي يصحو بها
طيشٌ ويغتالُ الرفيقَ رفيقُ

جئنا وصوتُ الياسمينِ محاصرٌ
والفُلُّ في دمِهِ الخجولِ أنيقُ

ألوان أجنحة الفراشات انطفت
وطفى على سطح الهديل نعيقُ

شُهُبٌ تُكَفِّنُ نفسها وشواطئٌ
مقبورةٌ..كُرَبٌ تطولُ وضيقُ

عنفٌ على قبرِ السلامِ..مخيمٌ
بحرٌ لبحرٍ في الجحيم يريقٌ

رعبٌ يفوق الأبرياءَ مساحةً
موتٌ بأعدادِ النفوسِ يضيقُ

نَهْرٌ يُجَفِّفُ دمعنا وسنابلٌ
جوعى وخُبْزٌ ما إليهِ طريقُ

بشريَّةٌ والوحشُ أرحمُ مِخْلَباً
بأخيهِ مِنّها والإخاءُ وثيقُ

تلك النجومُ نفوسُ أطفالٍ لنا
ذُبِحَتْ وها هيَ بالسماءِ تليقُ

عنهم يصلي في جوانِحِنا جوىً
ويجودُ عنهم بالكلام بريقُ

عينا أبٍ ترنو لروحِ وحيدهِ
وبِهِ استوى التَّكْذيبُ والتصديقُ

ميمُ المقاتِلِ غادرته ولم يزل
يَسقي الترابَ مصارعاً ويذيقُ

ميمُ السلامِ تحولت حاءً فهل
بالميمِ لوثةُ مكرِهِ ستحيقُ؟

فرّقْ تَسُدْ لا لم يسدْ أحدٌ على
أحدٍ ولكن سادنا التفريقُ

ما أتعسَ الإنسان يطغى طينه
وهناك يَفْقَأُ رُوحَهَ التحدِيقُ

عجباً أيجمعنا الشتاتُ كَدَمعنا
وبِنَا يرقعُ ثوبنا التمزيقُ

ناديتُ حتى كاد يخرجني فمي
مني ويُسْقِطُني مَعِي التّحليقُ

كنتُ المنادى والنداءَ..وفجأةً
حجبوا فمي عني ..فكيفَ أطيقُ؟

سأعودُ ثانيةً وأخبر جُثَّتي
أن السَّلام يعوقهُ التطبيقُ

لا ضيرَ في موتِ الأنامِ وإنما
موتُ الضميرِ ..لما نحبُ يعيقُ

قلبٌ يصلي للسلام ويكتسي
وجعَ الغروبِ زفيرهُ وشهيقُ

العالم المطعون بالأحقادِ لنْ
يصلَ الحياةَ ..يخونُهُ التوفيقُ

لو أخلصوا لتخلصوا من بؤسهم
وأنا وأنت هنا أخٌ وصدِيقُ !!

إبراهيم جابر هادي مدخلي
0504339839
[email protected]

الفيس بوك /إبراهيم جابر مدخلي

تويتر/ إبراهيم جابر مدخلي

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى