قصيدة . عيناكِ
.
الشاعر سرمد بني جميل \ العراق
.
عيناكِ قد أّثَّرَتْ بالقــلبِ فانـصـعَقا
منها شَعَرتُ بأَنَّ القلبَ قد عَـشِـقــا
لـمّا رأَيتُـكِ زاد النَبــضُ ملتمـســاً
منــكِ الهـواءَ كأنّي كُنـتُ مُخــتنقـا
أَصبحتُ أَتلو كلامَ الشـوقِ في وَلَهٍ
إنْ جاءَ طَـيفُـكِ عـندَ النوم وانـبَـثَقا
رأيتُ قلبي رماني في هـوى عَسـلٍ
لَم يدرِ بالشـمعِ لمَا ذابَ مُـحـتَرِقــا
لاتَـســأَليـنـي أَيـا ليــلايَ مـافَـعَــلتْ
تلكَ العيونُ فصوتُ الصدرِ قد طفقا
لَديكِ حُســنٌ لـو المقــتولُ شـاهَــدهُ
لَكــانَ من ثورةِ الاشــواقِ قد نَطَـقا
ماجَت بحارٌ وسارتْ فوقهــا سُفُـني
ترجو اللقــاءَ وكــانَ القلبُ مُسـتَبِقا
كَــأَنَّ سِحــراً من الحسـناءِ راوَدَني
وَلو تَخَـلّى شَكــوتُ الحُـزنَ والأَرقا
أَرى هُيامي يَفوقُ الوصفَ في لُغَتي
كـماءِ نَـهــرٍ أَطــاحَ السَــدَّ واندَفَـقـا
أَبياتُ شعـري تُعاني اليـومَ من قلـقِ
لَمّا وَصَفـتُ جمــالاً زادها رَهَــقـا
قد كانَ قَبلَكِ صوتُ الحُبِّ منكـتِـماً
واليوم صـارَ كَمـثلِ الريحِ مُنـطَلِقـا
أَرى الربيـعَ شَــفاهاً صرتُ أَلثِمُها
والبـدرُ يحـفو بقـلبـينا إذا التَـصَقــا
صرنا كمثلِ فراتِ العشقِ في بَلَدي
وَنهـرِدجلةَ طولَ العـمرِ ما افتَــرقا
وذا فؤادي يبـــوحُ العشــقَ فاتـنـتي
بكـلِّ حرفٍ من الأَشعارِ قد صَــدَقا
.