رنا سمير عبد الحليم
مصر
قصيدة النثر
https://www.facebook.com/profile.php?id=100029070368793&mibextid=ZbWKwL
عِشْتُكَ طَوِيلًا أَيُّهَا اللَّيْلُ
لَا أَعْتِبُ عَلَى اللَّيْلِ قُدُومَهُ كُلَّ يَوْمٍ
هُوَ يَعْمَلُ وَاجِبَهُ عَلَى أَكْمَلِ وَجْهٍ
لَا تُرْهِقُنِي الذِّكْرَيَاتُ الَّتِي تَهْطِلُ
مِنَ النَّافِذَةِ
فِي هَذَا الِاحْتِبَاسِ
عَلَيْهَا أَنْ تَنْفَرِجَ قَلِيلًا
كَيْلَا تَنْفَجِرَ
غَيْرَ أَنَّهُ لَا يُوجَدُ نَافِذَةٌ فِي الْجِوَارِ.
أَعْرِفُ أَنَّ اعْتِرَاضِي
لَمْ يَمْنَعِ الْقَمَرَ مِنَ الْبُزُوغِ
إِنْ كَانَ ثَمَّةَ صُدَاعٌ
فَسَهْمٌ قَادِمٌ مِنَ الرِّيحِ.
لَا يَسْتَدْعِي أَلَمِي
لِأَنَّ كُلَّ الْأَشْيَاءِ لَدَيْهَا مَا تَسْكُنُ إِلَيْهِ.
لَا أَعْتِبُ عَلَى اللَّيْلِ قُدُومَهُ كُلَّ يَوْمٍ
كَمَا أَتَخَيَّلُ أَنَّ هُنَاكَ
آخَرِينَ يَجْلِسَانِ فِي تِلْكَ اللَّحْظَةِ
عَلَى حَافَّةِ النَّهْرِ
يَسْتَمِعَانِ لِمُوسِيقَى (مُوزَارْتَ)
وَأَتَمَادَى
رُبَّمَا يَلْفُّهَا بِذِرَاعٍ
وَبِالْأُخْرَى يُقَدِّمُ لَهَا الدُّنْيَا.
ثَمَّةَ شَيْءٌ تَحَرَّكَ فِي السَّمَاءِ
نَجْمَةٌ تَسْتَرِقُ النَّظَرَ إِلَيْهِمَا
تُنِيرُ الطَّرِيقَ
أَرْغَبُ أَنْ يَنْظُرَا.
لَا أَعْتِبُ عَلَى اللَّيْلِ قُدُومَهُ كُلَّ يَوْمٍ
لَا أَرْغَبُ فِي تَغْيِيرِ أَيِّ شَيْءٍ
لَا أَرْفُضُ أَيَّ شَيْءٍ
وَلَا أُرِيدُ شَيْئًا
مَا الَّذِي يُرْتَجَى مِنْ نَجْمَةٍ بَعِيدَةٍ
تِلْكَ الْعَنِيدَةِ
الَّتِي لَا تَنْحَازُ لِي.
شَيْءٌ وَاحِدٌ لَا أُوَافِقُ عَلَيْهِ
الِانْغِمَاسُ فِي نَفْسِي
النَّظَرُ إِلَى أَعْمَاقِي
لَقَدْ عِشْتُكَ طَوِيلًا أَيُّهَا اللَّيْلُ
وَلَا أَرْغَبُ فِي شَيْءٍ سِوَى النَّظَرِ مِنْ بَعِيدٍ.