ط
الشعر والأدب

قصيدة / غدوتُ امرأة . للشاعر / عبد الكريم سيفو .. سوريا

غـــدوتُ امرأة

الشاعر عبد الكريم سيفو سورية

يا أنتَ تذكرني يوماً , وتنساني

لتسرق النوم من عيني وأجفاني

هل أنتَ كذبةُ نيسانٍ ؟ لأحذرهـا

حتى ولو كنتها , أهواكَ نيساني

هــذي خطاكَ على دربي تذكّرني

بوحَ الخطايا , وأشواقي , وتحناني

كانت يداكَ تلفّ الخصر , تسـرقني

والنار تأكل من خصري , وفستاني

يرفرف القلب عصفوراً إذا نظـرتْ

إليَّ في سكرات الوجد عينــــانِ

كم كنتُ أخجل من ثغرً يداعبني

وكم أُجـنّ إذا بالهمس أغـــراني

ومن أصــابعَ تلهــو بين أوديتي

فيزهر الصـدر جلْنــــاراً لرمّــــانِ

ودّعتُ طفلة روحي,وانسكبتُ هوىً

على يديكَ , وقد أشهرتُ إيماني

ما بين ليلٍ وصبحٍ كيف غـادرني

عمر الطفولة ؟ كيف انداح بركاني؟

حطّمتُ ألعــابيَ الكانت تـرافقني

وصرت أنثى تداري لهْـــوَ صبيانِ

تفتّق الورد في صدري ,وفي شفتي

فكيف أنسى ربيعاً زار بسـتاني ؟

ما للصغيرة ملّتْ من ضفائرهــا ؟

فأرسلتْها لتغــوي ألف شيطـــــانِ

حمّـالة الصدر قد صارت تلازمني

وصرتُ أخشى على النهدين من جانِ

كانا كطيـرين لمّا يألفـــــــا قفصاً

حتى أتيتَ كصيّادٍ , وقرصـــــانِ

ماذا فعلتَ ليغدو الطين في جسدي

كالبرق يشعل في الجنبين نيراني؟

غدوتُ كامرأةٍ عطشى إلى رجـلٍ

يحيلني لبْوةٍ , أو ظبية البـــــانِ

على جناح الهوى كم كنت تحملني

ليرقص النجـم سكراناً بألحـــاني

كم كنتُ أغفو على زنديكَ في دَعةٍ

وكم غفوتَ لياليْ بين أحضــاني

وكم ورودكَ نامت في السرير معي

وحين أصحو أرى طيفـاً بفنجاني

عشقتُ قهوة صبحي , إذْ تكون بهـا

وصوت همسكَ إذْ يجتاح أركاني

عُدْ لي ولو حلُماً , فالحبّ أرهقني

ما عدتُ أحتمل الدنيا , وأحـزاني

أرضى إذا زرتني في العام يا قمراً

فاسألْ فؤادكَ هل يحتاج عنواني ؟

دعْ خطْوَ قلبكَ يمشي سوف يوصله

لا ترشدِ القلب , إذْ ما زال يهواني

من ذاق خمري فلن ينسى طلاوتــه

مزجتُ روحي به يا كلّ ندمـاني

مهما بعدتَ بهذا البحر ترجـــع لي

كالموج تغفو على أكتــاف شطآني

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى