ط
مسابقة الشعر العمودى

قصيدة ( غربة الذات ) مسابقة الشعر العمودى بقلم / جلال بن روينة/تونس

جلال بن روينة/تونس
https://www.facebook.com/jalel.benrouina.9
شعر عمودي

 

غُربةُ الذَّاتِ

 

قَلَّ السُّرورُ وَزادَ الحُزْنُ إيغَالَا

وَ أحْدثَ الدَّهْرُ لي حِمْلًا وَأثْقالَا

 

وَالصَّبْرُ وَلَّى وفاضَ الدَّمْعُ مُنْهمرًا

لمَّا وعَى أنَّ حالَ النَّفْسِ قدْ مَالَا

 

إنِّي رأيْتُ زمانًا عابِسًا صَرِدًا

قدْ باتَ فيهِ صِغارُ النَّاسِ أبْطالَا

 

هذا هوَ العَصْرُ لا تُرْجى مَسَرّتُهُ

إنْ راقَ ميلًا فقدْ يُضْنيكَ أمْيالَا

 

مَالي وَلِلْوقْتِ كمْ آذتْ عواقِبُهُ

نفْسي، ومِنْ غَلَبٍ، ألْقَاهُ دَجَّالَا

 

كأنَّ حرْفي وأشْعاري وَقافِيَتي

كسَوْتُها أسْفَعَ الآهاتِ خلْخالَا

 

ماذَاكَ مِنْ عشْقِ رِيتَا أوْ غَرامِ نُهَى

فقدْ تجاهلْتُ قبْلَ اليوْمِ أَوْصالَا

 

والثَّغْر ما عادَ يعْنينِي ولَا قُبَلٌ

أجْرَتْ رُضابًا علَى الخَدَّيْنِ قَتَّالَا

 

لكنْ أرَى العُمْرَ يمْضي خاتِرًا صَلِفًا

إذَا فَطرْتُ شُعاعًا عادَ فَاغْتالَا

 

أغْوَى رِياءَ لئيمٍ ثُمَّ خَلَّفنِي

يوْمَ الشَّقاءِ مِنَ الخيْباتِ أَذْيَالَا

 

إنْ كُنْتَ يا عصْرُ فَظًّا..إنَّني يَسِرٌ

أرَى النَّوازِلَ والتَّنْفيسَ أطْلَالَا

 

مهْمَا لقيتُ مِنَ الخِذْلَانِ في زَمَنِي

لنْ أثْنِيَ الغُصْنَ لِلفَيْفَاةِ إذْلَالَا

 

مهْلًا صغيري فَإنَّ العُهْرَ يعْقُبُهُ

أوْبٌ إذا رافقَ الأعْمالُ أوْحَالَا

 

إذَا لَمحْتَ فقيرًا في مُكابدَةٍ

رثَّ البِجادِ يَسيرَ المَالِ بَطَّالَا

 

فَكنْ كَمثْلِ الذّي إذْ لاحَ مَطْلعُهُ

تَخالُهُ حاتمًا لِلضَّيقِ حَمَّالَا

 

وَلا تكُنْ كَمنْ لا يَبْتغي فَرَجًا

لِذي افْتِقارٍ وَ لا يَرْثي لَهُ حَالَا

 

إنَّ الفَقيرَ تراهُ يا بُنَيَّ نَبِي

قدْ حالفَ البَرْدَ وَالآياتِ أمْحَالَا

 

عُرِّفْتَ أحْسَنَ خلْقِ اللَّهِ أَجْمَعهمْ

المُقْسِطينَ، بِهِ أعْنِي، وَمنْ كَالَا

 

نامَ الأنامُ وَأشْجانِي تُخَالِلُنِي

أنْعى العُروبَةَ أجْيالًا وَ أجْيالَا

 

أسْهُو لِحُزْني ورَأْيي باتَ يُؤْرِقُني

حُزْني سَديدٌ وَهَذَا الرَّأْيُ قَدْ فَالَا

 

بِاللّهِ يا أُمْنياتٍ قدْ وَعَتْ فَلَقًا

هلْ تُنْبِئِينَ مِنَ المَقْصِيِّ أَحْوَالَا

 

إلَى الّذينَ فَقَدْنَا عِنْدَ غَيْبتهِمْ

حُبَّ العُرُوبَةِ أقْوَالًا وَأفْعَالَا

 

وَأخْبِريهِمْ بِشَجْوٍ هَزَّ وِحْدَتَنَا

قدْ أُقْفِلَتْ مِثْلَ سَمْتِ الغُولِ إقْفَالَا

 

تِلْكَ الّتِي فَوَّضَتْكَ الرُّوحَ، تَرْغَبُهَا

وَمَا تَعَشَّقْتَ إِلَّا القِيلَ وَالقَالَا

 

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى