ط
مسابقة الشعر العمودى

قصيدة : غربة . مسابقة الشعر العمودي بقلم / فيصل الفارسي . سلطنة عمان

غُربَةٌ

نامَ الغريبُ على الاوراقِ وانكسرا
فمنْ يواسي لهُ قلبا اذا انفطَرا

‏الوضعُ أنَّ الحنينَ المرَّ طوَّقَه
‏أكانَ آمنَ بالأشواقِ أم كفَرا

هناكَ يَندُرُ أنْ تأتيهِ قافيةٌ
لكنَّهُ منحَ الأوراقَ ما نَدَرا

يُطِلُّ منْ شُرفةٍ علَّ الهواءَ اذا
أتَى سيحملُ منْ صحراءِهِ أثَرا

وكانَ يعلمُ أنْ لا طيفَ زائرَهُ
في ظلِّ غُربتِهِ، لكنّهُ انتظَرا

نوارسُ البحرِ أصواتٌ بلا جسدٍ
فأدركَ الآنَ أنَّ الصوتَ ليسَ يُرى

أقامَ أصواتَها جِسرا لموطنِهِ
لمْ يكتملْ جسرُهُ لكنهُ عبَرَا

فطارَ غيما أكفُّ العشقِ تسْحَبُهُ
كأنَّهُ ما رأى هما ولا كدرا

وسالَ شوقاً على أرضٍ مطهرةٍ
فهلْ يُلامُ إذا ما قبّلَ الحَجَرا

رأى البيوتَ جفافُ الشوقِ يأكُلُها
فراحَ ينثرُ منْ أهدابهِ مطَرَا

لمْ يعجِبْ الأرضَ أنَّ الدمعَ منقطعٌ
فكيفَ يصنعُ هذا كلٌ مادَّخرا

حتى إذا التصقتْ بالطينِ راحتُهُ
والظهرُ مالَ وفي وادِ الحنينِ جرَى

أقامَ قامتَهُ ‏العوجَا مكابرةً
كي لا تراهُ نخيلُ الفرضِ مُنكَسِرا

ومدَّ شهقتَهُ حتى غدتْ رئةٌ
في جوفهِ تحملُ الافلاجَ والشجرا

فأصبحتْ رئةٌ في جوفها وطنٌ
لولا مخافةَ أن يؤذيهِ ما زفرا

واستقبلَ الشطَّ علَّ الموجَ يمنحهُ
حضناً ولكنهُ لمْ يعطهِ خبرا

كان الصغيرُ إذا ما البحرُ خاصمهُ
يلقي عليهِ مَزوناً كلما استعرا

كانَ الصغيرُ بهيجاً هائماً ترِفاً
مستمتعاً فرِحاً .. لكنهُ كبرا

آتٍ ليبحثَ عنْ درويشِ مسجدهِ
لعلهُ يجدُ التجويدَ والسُوَرا

من كانَ يقرأُ في وِرْدٍ صحائفَهُ
ما عادَ يحفظُ إلا سورةَ الشُعرا

نامَ الغريبُ على الاوراقِ فانتبهتْ
ألقى قصيدتَهُ للريحِ وانتثرا

فيصل الفارسي
سلطنة عمان
0096899888116

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى