( غريب كالمياه )
….
لأنـــي هـاهـنـا وحــدي غـريـبُ
ولا أهــــلٌ بــقـربـي أو حـبـيـبُ
سـأبـقى صـامـتاً لم أُبْــدِ رأيــاً
وطولُ الصمتِ من مثلي مُريبُ
.
لأنـــي رغـــم أسـئـلـتي أعـانـي
ولـكـن لـيـسَ مِـن أحـدٍ يـجيبُ
.
وشـمسي لـم تـرَ الإشـراقَ يوماً
مــذ ارتـحـلتْ وغـيَّـبَها الـمغيبُ
.
إلــى وطــنٍ غــدا مـن بـعد عـزٍ
ذلــيـلاً كـــل مـــا فـيـه سـلـيبُ
.
وفـي طـرقٍ يـتوهُ الـخطوُ فيها
فـتأخذني الـى حـتفي الـدروبُ
.
لأحـــلامٍ بــمـاءِ الـشـمعِ غـرقـى
إذا حــرّكـتُـهـا رفـــقــاً تــــذوبُ
.
وأرضٍ لــم تـزل بـالموتِ تُـروى
ويـحـرثُـها الـمُـشَـرَّدُ والـغـريـبُ
.
وأدواءٍ أعــالــجُــهــا وتــــأبـــى
شـفـاءً بـعـدَ إن عـجـزَ الـطبيبُ
.
الــى الـنهرين إذ صـارا مـسيحاً
ومـقـصـلةً ومـاؤهُـمـا الـصـليبُ
.