غصنُ البان أما رأيتَ جمالَ البانِ حينَ حنا وغصنُ مُشمُشِهِ نحوَ الشِّفاهِ دنا؟ وتحملُ الأملَ المفقودَ نظرتُهُ فأصبحَت لغريبٍ عاشقٍ وطنا أحببتُ عينيه أحلامًا لها سفري عشِقتُ مُذ حينِها الإبحارَ والسُّفُنا بحرٌ بلا ساحلٍ والموجُ يقذِفُني تلكَ المنافي غدت في غربتي سكنا طويتُها هائمًا في وحيٍ شاديةٍ فروحُها سكنَت يا صاحبي البدنا حوريَّةٌ من بناتِ الجنِّ تسكُنُني تَروي عليلًا تعَنَّى شِعرَها الحَسَنا تشيرُ نحوَ فؤادي وهي باسمةٌ: هل يعلمونَ بما يخفي الحبيبُ هنا؟ لولاكِ ما عرَفَت روحي التي عشِقَت معنًى لخمرِ الهوى أو من يكونُ أنا فالعاشقُ الصَّبُّ أخفى سرَّ لوعتِهِ كصفحةٍ في كتابِ العارفينَ ثنى يبدو سعيدًا ولم تُدرَكْ عوالمُهُ كأنَّهُ لقصورٍ في الجِنانِ بنى تشدو الزُّهورُ لحونًا في قصائدِهِ تبني لهُ من حكاياتِ المُنى مُدُنا قد يستقي من رحيقِ الحُلمِ مُرتَشَفًا وقد يَرى عندَ سيلِ الدَّمعِ طيفَ سنا فالحُسنُ يسرِقُ لبَّ العارفينَ ولن يُبدي لكم أبدًا مِن بينِهم فَطِنا فوقَ الشِّفاهِ تُرى عمقُ ابتسامتِهم فالنَّوحُ يمسي بثغرِ المُغرَمينَ غِنا كأنَّما القلبُ لا يشدو بلا ألمٍ واللهُ يجعلُ في بعضِ الهوى مِحَنا قيثارةُ العشقِ غنَّت للورى قصصي والرُّوحُ سَكرى وتمسي للغِنا أُذُنا يمُرُّ عمري وقلبي في النَّوى لهبٌ لكنَّهُ لسُوَيعاتِ اللِّقاءِ جَنى قبَّلتُها تحتَ ضوءِ الشَّمسِ في شغفٍ بجيدِها وبقدٍّ مائسٍ علَنا من بعدِ لثمِ شفاهٍ غضَّةٍ عُسِلَت أيقنتُ أنَّ فؤادي في الهوى امتُحِنا للشَّوقِ نارٌ وقلبُ الصَّبِّ موقدُها ورغمَ طولِ النَّوى لم يعرِفِ الوَهَنا والعقلُ وبَّخَ قلبي رغمَ لوعتِهِ: أراكَ تَعبُدُ يا نبضَ الهوى وثنا فقلتُ والدَّمعُ فوقَ الشَّيبِ منسكبٌ: مكَّنتُ متلفتي من دونِ أيِّ عَنا أمسيتُ عبدًا ذليلًا في محبتِها كأنَّ عقلي بسحرِ الحسنِ قد سُجنا تَبًّا لها خطَفَت نبضًا يئنُّ جوًى بكفِّها حملَت للعاشقِ الكفنا! بعينِها رشَقَت روحي وخافقتي والذَّودُ عن سهمِها ما عادَ فيه غِنى مجنونُها وأنيني لا يفارقُني كفاقدٍ في ليالي الكربِ خيرَ ضنا ذرَفتُ دمعي غزيرًا كي أغسِّلَني والعينُ جفَّت وتبدو للورى مُزُنا حفرتُ قبريَ مفتونًا بروعتِها مَن ماتَ في قربِها لن يستطيعَ فَنا عقيل حاتم الساعدي
