ط
الشعر والأدب

قصيدة :فتنةُ الفيروز ..للشاعرة / حوراء الهميلي .. السعودية

فتنةُ الفيروز

الشاعرة حوراء الهميلي

السعودية

كَمنْ تفتِّشُ عن حبٍّ يؤرِّقُها

جذلى تجيءُ ويحدوها تأنُّقُها

تُسرِّح الليلَ

مأخوذًا بلمستِها

حتى يكادُ بإكليلٍ يُطوِّقُها

يمَسُّ خُصلاتِها

تسري بإصبعِه رعشاتُه كلما أغراهُ مِفرقُها

تُقشِّرُ الضوءَ عيناها

التماعُهما

من محجرِ الشمسِ بالأنواءِ مشرقُها

وتُسرِجُ العطرَ

هل للعطرِ من رئةٍ أخرى؟

تُفسِّرُ كيف الحبُّ يشهقُها؟!

ستائر الصبحِ شفَّتْها ابتسامتُها

مذ واعدتْ ظِلَّها والليلُ يسرِقُها

تلتفُّ حولَ أوارِ القلبِ

يُعجبها

أنْ كلما مسَّت الأشواقَ تُحرقُها !

تنمو على خصرِها الميَّاسِ سوسنةٌ

يا للورودِ التي يزدان رونقُها !

وما استراحتْ على الأغصانِ أغنيةٌ

إلا وبلبلُها الشادي يزقزقُها

يصطاد من صوتِها الموالَ

ما انهمرتْ منه التلاحينُ رقراقًا تدفقُها

وكلما حطَّ ثغرٌ فوق وجنتِها

تعلو الأنوثةُ ما يكفي تسلُّقُها

مضمَّخٌ جيدُها الفوَّاحُ ، حيَّرَهُ

ندى البساتينِ هذا ؟ أم تَعَرُّقُها ؟!

كم قبلةٍ في مهبِ الليلِ ناعسةٍ

يرسو على نحرِها المائيِّ زورقُها

لثوبِها فتنةُ الفيروزِ

هرَّبَها من لوحةٍ في سماءِ الحبِّ أزرقُها

لقطرةٍ في احتمالِ الغيمِ حاملةٍ

بشرى النسائمِ من خيطٍ يُعلِّقُها

تمرُّ بالريحِ أغراها الرحيلُ

وما من فكرةٍ يقنعُ التأجيلَ منطقُها

موتٌ أنيقٌ

شهيٌّ في تعطُّشِه

لم يبتكرْ كذبةً أخرى يُزوِّقُها

تصبُّ في الكأسِ

كأسِ القلبِ خمرتَها

من سالفِ الحبِّ ما زالت تُعتِّقُها

ستدركُ الأرضُ

لو شفَّتْ سرائرها

أنَّ التباريحَ رغمِ الصمتِ تُنطِقُها

أنَّ الهوى لم يكن إلا تنفُّسَها

مهما تطاولَ حبلُ الوقتِ يخنقُها

مهما الجراحُ تعرَّتْ في هشاشتِها

تقدُّها كلما أنَّتْ وترتِقُها

مهما تراشقت الذكرى على دمِها

وابتزها النَّبْلُ يغويه ترفُّقُها

لا …

ليس تجرحُ ظنَّ السَّهلِ

إنْ ركضت غزالةٌ في براريها ، ستُعتِقُها

مَنْ أربك الريحَ والمجهولُ لعبتُها ؟

تلفُّتٌ

وانتباهٌ كان يُقلقُها

ما احتاجت الروحُ أقفاصًا تساومها

على التحررِ من موتٍ سيزهقُها

ذنبُ الفراشةِ مهما النارُ تحرقُها

تعودُ للنورِ تُغريه فيعشقُها !

ربيبةُ الضوءِ ما مرَّتْ على قممٍ

إلا ورفَّ على الآفاقِ بيرقُها

تسابقُ البحرَ في أميالِ رحلتِه

ما شاءها الركضُ

والأحلامُ تسبقُها

صلادةُ الصخرِ كم تحتاجُ رِقَّتَها

مَن غيرُها قسوةُ الدنيا ترقِّقُها ؟

يحتاجُها الشعرُ أنهارًا

أنوثتُها تُندي القصيدةَ بالمعنى وتورقُها

يحتاجها الوقتُ إزميلًا به نُحتتْ

كفُّ المواعيدِ

كم بابًا سيطرقُها

لم تبتئسْ

إذ تبدَّى موتُها قلقًا لا ينتهي

فهي تطفو حين يُغرِقُها !

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى