ط
مسابقة الشعر العمودى

قصيدة : فى حضرة أبى تمام . مسابقة الشعر العمودى بقلم / ماجد الربيعى . العراق

في حضرةِ أبي تمّام

 

( السيفُ أصدقُ إنباءً من الكُتُبِ )

ناديتُ معتصِماً للآنَ لم يُجبِ

 

أيامُ كانت لنا والسّيفُ مَفخَرةٌ

عُذراً حبيبَ بن أوسٍ لا تَزُدْ عَتَبي

 

السَّيفُ أوغَلَ غَدراً واستَشَفَّ بنا

وَفَرَّقَتنا رُؤى الأوهامِ والرّيَبِ

 

كُنّا عراقاً تُباهي الكونَ رايَتُهُ

وَشَمسُهُ في الدياجي قَطُّ لم تغبِ

 

كُنّا عراقاً إذا قامَت قيامتُهُ

تهتَزُّ كُلُّ جهاتِ الأرضِ في صَخَبِ

 

لاصوتَ يَعلو إذا قيلَ العراقُ هُنا

مَجدٌ وإسمٌ سما للسبعَةِ الشُّهُبِ

 

كُنّا شُعاعاً وكان الكُلُّ في حَلَكٍ

أرضُ الحضارةِ منها مولدُ العَجَبِ

 

خَبا الشُّعاعُ أبا تَمّامَ فانْقَلَبَت

بنا الموازينُ لكنْ أيَّ مُنقَلَبِ

 

حَلَّت بِنا الكُربَةُ السوداءُ داكِنَةً

وأوثَقَت حَبلَها حَمّالةُ الحَطَبِ

 

تَوَزَّعَتنا يَدُ الأغرابِ في نَهَمٍ

وسادَ فينا دَنيءُ العِرْضِ والنَّسَبِ

 

ماذا أقولُ فبعضُ القولِ جُرحُ أسىً

صُرنا شَتاتاً وَحلَّت لَعنةُ الوَصَبِ

 

تِلكَ الخُدودِ التي أُدْمينَ من خَجَلٍ

بينَ الخيامِ هنا أدْمينَ من رَهَبِ

 

وَأمّهاتٌ وأيتامٌ مُشَرَّدةٌ

تَغوصُ في الذُّلِّ والأوحالِ للرُكَبِ

 

نُجَرَّعُ المُرَّ كَأساً باتَ عَلقَمُها

نَصْلاً بأحشاءِ مَظلومٍ ومُحتَسِبِ

 

ونَرتَجي من بقايا الصَّبرِ بارِقَةً

لِنَستَرُدَّ السَّنا من قاتِمِ السُّحُبِ

 

بَلى سَنَحيا فتلكَ الأرضُ ما فَتِأَتْ

وَلّادةً ما حَنَت رأساً لِمُغتَصِبِ

 

هذي الجِراحُ لنا خَفْقٌ يُضَمِّدُها

لا لَن نموتَ فيا قاماتِنا انتَصِبي

 

مُدّي إلى الأُفقِ كَفّاً واقْطُفي دِيَماً

وَأَمْطريها وغيرَ الخِصبِ لا تهبي

 

لا ان نموتَ وفينا ألفُ مُعتَصمٍ

فينا الحُسينُ سليلُ الطُّهرِ والنُجُبِ

 

هوَ العراقُ نَبيٌّ في ضمائِرِنا

عِشقاً حملناهُ في الأحداقِ والهُدُبِ

 

ماجد الربيعي

 

ماجد مزبان توله اسماعيل الربيعي

العراق

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى