نهيمُ بمافينا , كلانا بصيرة ٌ ,
كفيفٌ مذاقُ الهجرِ , طعمُه يخذلُ,
احاديثنا الحرّى , نمدّ سماءها ,
نصيدُ أغاني الطيرِ ريّا وننسلُ.
——
الجزء الثاني :
تقولينَ : كُنْ سِرّاً رشيقاً بخاطري
فعشقٌ بلا أسرار عشقٌ مغفّلُ ,
فيا أمَةَ الاحلامِ , صحتُ بلا صدىً :
تقصَّيْ نبوءاتي , فجرحي , يبجّلُ ,
تشرّعنا اللذاتُ لوحَ غوايةٍ ,
لظايَ , لظى خدّيكِ خَمْرُ يحللُ ,
تُباركُ عُريَ الذاتِ عن مسّ خشيةٍ
تُثيبُ آرتعاشَ الثغرِ آنَ يُقبّلُ ,
تُحرّمُ لقيانا , وبعضُ عناقنا :
مُيَتَّمُ آهاتٍ , أثيرٌ مكَبّلُ ,
فلولا الرُّضابُ الحرُّ , ماتَ ظماءةً
كُثارٌ من الولهى , كُثارٌ ترمّلوا ,
أتوبُ على زنديكِ توبةَ عائدٍ
منَ النار , لا يأوي ضَلالَهُ منزلُ,
وأُفرطُ انفاسي – ضلوعَ مغامرٍ ,
تشتّتَ بين اليأسِ , والموت يقبلُ-
على جَسَدٍ : فَجْرٍ , لبعضِ صباحهِ
تسابيحُ قَلْبِ النايِ , كُلّي تَبَتّلُ ,
لحوريَّةٍ , نامتْ على جنبِ عشقِها ,
سَيوقظُها شعري جمالاً , يُفصّلُ ,
تسيَّلتُني شتّى ينابيعِ خمْرةٍ ,
فأثْمَل من شدْوِ الْحمائم محْفلُ ,
وتزهو سواقي الحُلمِ , تجرى بلا نُهىً ,
ويشكو كِ سكرانا بشكوايَ جدولُ ,
ذَريني : أُساقي الليلَ , يَرْقصُ عاريَاً ,
إذا الليلُ يَعْرى : أيُّ سِرٍّ سيفشلُ ؟ !
فخوضي غمارَ التيهِ ويْحَكِ عرْبدي :
تَرِقّي بكأسِ النورِ , يرعاكِ مُثمِلُ ,
وإيَّاكِ تغْتالُ آلْتَّباريحَ يقظْةٌ ,
حنانيكِ : اخشى ركْبَ حُلْميَ يَرْحلُ ,
وأُمسي سُدى ظلٍّ , غروبٌ يُعيدُهُ ,
الى قبْرهِ المزعومِ , ذلكِ مَقْتلُ ,
سأحْرقُ مكتوفاً بنبضِكِ صحوتي ,
فدونَكِ مفْزوعٌ زمانيَ , أهْبلُ ,
تُساقطنا الأشواقُ , أنباءَ قُبْلةٍ ,
بألفِ فمٍ تُروى , ولا شيءَ نهملُ ,
ونحرثُ مثوانا على كلّ مُدْهشٍ ,
ومِنْ كلّ فجٍّ للهيامِ سنهطلُ –
مواقيتَ أرواحٍٍ , يُصلّي لنا الشذا
ومِنْ جهةِ النجوى , يُغرّدُ بلبلُ ,
ونبْذرُنا نهرينِ نُغلي آحْتدامَنا
على ضفَّتينا آلشَّمْس جذلى نُبلِلُ ,
وفي فَرحٍٍ ماضٍ , يفوحُ بنورِها ,
تلاحِقُنا , عن كلِّ خضراء تُشغَلُ ,
نُسكّرُ طبعَ الماءِ , حتى يكونَنا ,
عشيقاً وولهانا , مِنَ الكذبِ يَخْجَلُ ,
سَنُخْفي شمالَ الخوفِ طيَّ جَنوبهِ ,
ونُعلِنُ : شَرْقُ البوحِ ما شاء يفعلُ ,
ونَهْدمُ غربَ الهجرِِ فجرَ نُحيلُهُ
أساطيرَ أقوامٍ , يُقالُ : ترَحَّلوا