فِي هَـــدْأةِ المَاءِ
الطـرفُ مــنْ شَــدوِ أحْـلامٍ المسَاء رأى
صُبْحَــاً تــراخى وقلبــيْ بالدُّجــى امتَـــلأَ
قَدْ شكّلَ القَلبُ مِنْ مَاءِ الحُروفِ دَمِــي
فَانْــدَاحَ ضَوءُ قَصيديْ فــيْ الرّؤى ظَمَــأ
لقـــدْ تَقاطــــرَ فـــي شِريـــانِ أرْوقتـــيْ
مَـــا بَلـلَ الحُجْــــرةَ الظلمـــاءَ فَانْكفـــــــاَ
تَلبَّـــدَ الغَيـــمُ فـــوقَ الليْــلِ مـــِنْ غَبش
حَتَّى انْتهـــىْ الحلـــمُ والإصْبـــاحُ مَا بـَدأَ
أعُـــدُّ مِــنْ قَمــحِ أسْلافـــيْ مُكابــــــدةً
خبــــزاً لأنثـىْ بِــــلادِيْ كَــــانَ قـــدْ نَشَـاَ
إنَّ السَّنابـــلَ فـــيْ التَّنــورِ قـــدْ رَقَــدتْ
مِنْ ملحِ دَمْعـــي أرَىْ ضَوئِي قدِ انْطَفَـــــأَ
لمْ يَنفَطِمْ وَجَعِـــيْ مِـنْ عَتْمــةٍ سَقَطـــتْ
عَلـــى عَــروسِ بـــــلادٍ سَاقُهـــا اهْتـــَرَأَ
مِنْ بَعــدِ مَا عَبَّدتْ أفــْقَ السَّمــاءِ رؤىً
وأخْرجــتْ مِنْ جيــوبِ الأرْضِ ما اخْتبــأَ
تقطَّـفَ الـــــوَردُ مـــنْ سكِّيـــنِ خَيبتنـــا
وَجفَّـــتِ الأرضُ والسِّكيــــنُ مــــا صَــدأ
أتلــوْ علـــى الجُـــــرحِ آيـــاتٍ مرتلــــةً
منْ سورةِ الأرضِ كيفَ الحرفُ مَـا قُرئـا
فقلتُ جرحـــيْ لقـدْ ولّــى علـى مَضضٍ
لكنّـــهُ فــــي صَميـــمِ القلـــبِ قــــدْ نَكـــأَ
فصــــارَ يَحبــــو على عُكــــّاز قافيتـــيْ
والفجـــــرُ ينسلُّ موفــــوراً وَمُجتــــــــزأَ
حتَّـــى تقوَّسَ ظَهــــرُ الصُّبحِ مِنْ ظلّـــمٍ
مَنْ يخلــــعُ الليلَ إن كــــانَ المساءُ نـأى
مأساتنا صُحْبـــةُ الأصْنـــامِ فيْ وطنـــيْ
كنّـــــا رفـــاقَ الثّرى مَــــاذا لنــــا طـــرأَ
الحـــــرُّ يَخلـــعُ نعـــلَ الليلِ مُحْتَشِمـــــاً
هــــذيْ دمــــاءُ المعالـيْ تُخبــــرُ المــــلأَ
مَــــنْ دسَّ عقْماً برحـمِ الأرضِ مُختلساً
إنَّ السّمـــومَ بـــأرضيْ لـــمْ تكـــنْ خطــأَ
خبـــزُ الخرافــــةِ مِـــنْ أوهــامِ سَارِقِنــا
قُلنـــــا سلامــاً فأضحــى يُفسدُ النَّبَــــــــأَ
والرّيــــحُ تمسكُ أرضيْ مِــــنْ جدائلهـا
فــيْ هـــدأةِ المـــاءِ إنَّ الرّيـــحَ مَــا هَــدأَ
__________________
ربحي حسين حسن الجوابره
الأردن – اربد
تلفون : 0795855546
