أَرَى شِعْرِي تَوَضَّأَ ثُمَّ صَلَّى
وَسَلَّمَ ثمَّ أَخْبَتَ ثمّ حَلَّ
وَغِبْتُ وَلِي مِنَ الإرهاصِ قَلبٌ
تَوَلّاهُ التّرَقُّبُ ما تَوَلَّى
رَمَتْنِي جُرْأَتِي فِي مُعْضِلاتٍ
مِنَ الإعجازِ والأشعارُ حُبْلَى!
أَأُبْحِرُ ليسَ يَحْمِلُنِي شِرَاعٌ
يَرَاعِي قَاصِرٌ عَنّي تَخَلَّى
وَأرْسُو حَيْثُمَا التمكينُ يَطفو
وَأترُكُ أحرُفي في المدحِ خَجْلَى؟!
مِنَ التقصيرِ أخشاني وَحَسْبِي
أُرَقّعُ ثَوْبَ أبياتي وَيَبْلَى
فَلَوْلا غَادَرَ الشعراءُ مَعْنًى
أُقَدِّمُهُ إِلَيْكَ يَكونُ أَحْلَى
لِيُصْبِحَ قَابَ قوسَيْنٍ وَأدْنَى
إِذَا وَلِهًا دَنَا، خَجِلًا تَدَلّى
يَرَى مِنْ رَبِّهِ آياتِ لُطْفٍ
وَحُسْنًا مُشْرِقًا وَهُدًى تَجَلّى
يُحَمِّلُني الهَوَى أَثْقالَ شَوْقٍ
وَيَا للشوقِ ما أقواهُ حِمْلَا
فآمرُه: تَأَدَّبْ معْ حبيبي
سلاما كُنْ مِنَ الرحمانِ قَوْلا
*******
حَبِيبِي يَا رَسُولَ اللهِ إِنّي
قَصَدْتُكَ مَادِحًا وَالحُبُّ أَوْلَى
جَلَبْتُ بِضَاعَتِي المُزْجَاةَ أرْجُو
تَصَدُّقَكَ الجَزِيلَ وَكُنْتَ أَهْلَا
بِحُبِّكَ سَوْفَ أَنسَابُ اصْطِلامًا
لِأَلمسَ أطهرَ الأنْسَابِ أَصْلَا
نَبِيٌّ مِنْ نَبِيٍّ مِنْ نَبِيٍّ
كأنَّكَ في الوُرُودِ بُعِثْتَ فُلّا
كأنّكَ في الوُجودِ سِرَاجُ نُورٍ
وَكُلُّ الكائناتِ خُلِقْنَ ظِلّا
وَمَا تُجدِي “كأنَّ” وأنتَ تَاجٌ
على الأكوانِ، أو تُجْدِي لَعَلَّ؟!
ألسْتَ مُنَزَّهًا عَنْ كُلِّ نَقْصٍ
وَشَأنُكَ كانَ بَعْدَ اللهِ أَعْلَى
وَكُلُّ الخَلْقِ في الأخلاقِ بَعْضٌ
وخُلْقُكَ كانَ في المِيزانِ كُلّا
فكنتَ لنا على خُلُقٍ عَظيمٍ
وَأحْسَنَ أُسْوَةٍ بَعْدًا وَقَبْلَا
وَإِنْ رَامَ الجَحُودُ دَلِيلَ حَقٍّ
فَسَمْتُكَ وَحْدَهُ لِلْحَقِّ دَلَّ
وَقَبْلَكَ لَمْ يَكُنْ لِحِرَاءَ ذِكْرٌ
وَدُونَكَ يَسْتَحِيلُ الخِصْبُ قَحْلًا
ألا {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} ثُمَّ {فَاصْدَعْ}
{أَلَمْ نَشْرَحْ} لِتُرْوَى الْأَرْضُ عَدْلَا
وَمِنْ رَحَمَاتِنَا {إِنَّا فَتَحْنَا}
لِتَغْمُرَ مَعْشَرَ “الطُّلَقَاءِ” فَضْلا
فَهَلْ تُخْفِي “الرُّسُومُ” ضِيَاءَ شَمْسٍ
وَهَلْ تُجْدِي المُسِيءَ إذا أَضَلَّ؟
وَأوْفَى النّاسِ عَهْدًا كُنْتَ فِيهِمْ
وَلَمْ يَرْعَوْا لَهُمْ ذِمَمًا وَإِلَّا
*******
قُلُوبُ العَارِفِينَ إِلَيْكَ تَهْفُو
وَيَلْهُو الغَافِلُونَ بِذِكْرِ لَيْلَى
عَرَجْتَ بِنَا إِلَى البُرْهَانِ نَبْنِي
سَمَاءً مِنْ فُيُوضِ اللهِ تُعْلَى
لَيَفِدِيكَ المُحِبُّ بِكُلِّ غَالٍ
لِأَنَّكَ فِي كِتَابِ اللهِ أَغْلَى
وَلا مَوْلَى لِمَنْ أَعْرَضْتَ عَنْهُ
وَلَيْسَ لنا غَدًا إِلَّاكَ مَوْلَى
*****