ط
الشعر والأدب

قصيدة : في حَرَمِ الجامعةْ. للشاعر / إبراهيم حسان

في حَرَمِ الجامعةْ..!

تذكرتُ في حرَمِ الجامعةْ

هناكَ على دِكَّة ٍ رائعةْ

جلستُ أداعبُ ثغرَ الأقاحي

أدندنُ أغنيتي الدامعةْ

وألمسُ خدَّ البنفسجِ لطفا

أعانقُ فيه المنى الضائعةْ

وفوقي على شجرِ الشوقِ رقَّتْ

حمامةُ أيكٍ غدت ساجعةْ

وحولي الهدوء كشيخٍ جليلٍ

يرتل. في نبرة ٍ خاشعةْ

هنالكَ حيثُ انتصار النهارِ

فأنجب شمسا لنا ساطعةْ

هنالك حيث تمرُّ الأيائلُ

من صوبِ (إعلامِها*)الذائعةْ

أراقبُ هودجهنَّ شغوفا

كقافلةٍ بالشذى طالعةْ

تهادتْ كما خطوةٍ للنسيم ِ

بدربي كما عسجدٍ لامعةْ

تهزُّ خريطتَها في جنون ٍ

من الحسنِ خافضةً رافعةْ

كما طبقٍ للفواكهِ مرَّتْ

بروحٍ إلى لقمةٍ جائعةْ

نظرتُ لها مثل قلبٍِ مُريدٍ

تصوَّف حين بدتْ رابعةْ

وحول مدارِ الملاحةِ دارتْ

عيوني وأضحتْ لها تابعةْ

أرى كعبَها قد تفتقَ صبحا

وأعلن عن حقبةٍ ناصعةْ

وساقين بالكهرمانِ الشهيِّ

ينيران كالحجةِ المانعةْ

وفستانُها الماجنُ المستبحُ

كإبليس َوسوس بي وازعَهْ

يضمُّ الفتونَ لأمِّ الفنونِ

وينهي معاني الهوى الشائعةْ

على صدرِها ألفُ عُشِّ يمامٍ

بدا العندليبُ فغنَّى معهْ

رأيتُ به كُرتينِ استبدا

يُرجَّانِ نحو السما السابعةْ

عليه تغرد أحلى البلابلِ

أسرابَ نورٍ له راجعةْ

وفتحةُ فستانِها بابُ صدرٍ

به سقرٌ باللظى قابعةْ

هنالك..عند انفجارِ الأنوثةِ

من سحرِها ألهبتْ شارعَهْ

ولون الغروبِ عليه يميلُ

كناسكةٍ في الهوى راكعةْ

رأيتُ الذي يُدْخِل النارَ حبوا

يسبِّحُ في فتنةٍ صانعَهْ

ونافورةً وسْطَ بهوِ البهاءِ

تسيلُ ومن لبنٍ نابعَهْ

رأيتُ عيونا كنافذتينِ

تطلُّ على فرحةٍ شاسعةْ

ونهرا يسيل بشهدِ الرضابِ

عليه نوارسُه الماتعةْ

يقال مجازا له شفتان

إذا خلتَه قلتَ: ما أروعَهْ.!

قطيعُ الضفائرِ من خلفها قد

جرى بالجلالِ الذي أشبعَهْ

على الخدِّ مليونُ زنبقةٍ لا

تنامُ.. وأشجارُ تفاحِها الفارعَةْ

كأن الجبينَ بجيراتُ نور ٍ

به بجعٌ موجُها نازعَهْ

جرى يستحمُّ بها ثم يلهو

ويُعلي جناحيه في القارعَةْ

ومازلتُ من خلفها في جنون

أعدُّ طواويسَها الرائعةْ

مضتْ..كالقطارِ كحلم جميل

لطفلٍ ورعدٌ به قاطَعَهْ

مضتْ..مثل جندولِ حسنٍ تولى

على موجةِ في دمي دامعةْ

وعدتُ بخُفَّيْ حُنينٍ حزينا

أتمتمُ : يا فرصتي الضائعةْ !

وقد تاه فكري ويمسح قلبي

على رأس قطتيَ الطائعةْ

هنالك..حيث انتفاضُ الحنينُ

وقد كنتُ في حرمِ الجامعةْ

*إعلامها..كلية الإعلام جامعة القاهرة

الشاعر إبراهيم حسان

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى