ط
الشعر والأدب

قصيدة : في مولد المختارِ. . للشاعر / إبراهيم حسان

في مولد المختارِ..

وُلِدَ الضياءُ بحِجْرِه الإسلامُ

فتعطرتْ بقدومِه الأيامُ

في مولد المختارِ حبري َمن دمي

والحرفُ صفوٌ ما به إبهامُ

قد جئتَ يا خير البريةِ نجمَنا

متلألأ فهفتْ عليكَ أنامُ

وحملتَ للدنيا مشاعلَ هديها

من بعد ما اغتال العبادَ قتامُ

قالوا:أتت ذكرى مجيئكَ سيدي

فتفتَّقتْ بعطورها الأكمامُ

والجاهليةُ كُسِّرتْ أنيابُها

لمَّا لشركٍ قد أميطَ لثامُ

وبدا عوارُ الكفرِ صوب عيونهم

فتمزقتْ بقدومِكَ الأوهامُ

ماذا سأكتبُ والقصيدةُ عُطِّلتْ

معها اللغاتُ وأُخْرستْ أقلامُ

يا مَن جنابُكَ أنَّ بعثكَ خاتمٌ

للعالمين ليوقَظَ النوَّامُ

فأعدتَ للكونِ الجمالَ وفطرةً

تحيي الذين على الضلال أقاموا

بكَ أشرق الملكوتُ والوحي الذي

في ثوبه قد جاءنا الإسلامُ

يا صاحبَ الشرفِ العظيمِ ومُعْجِزا

ببلاغةٍ. ركعتْ. لها الأفهامُ

ونشرتَ في الدنيا السماحةَ.والورى

من بعد هديكَ للمعاليَ قاموا

وأقمت دينَ الحق لم تخشَ الذي

قد جاء والحقدُ الكريهُ ضِرامُ

وغرستَ في أرضِ القلوبِ محبةً

فإذا همُ في الأقربين سهامُ

ويدافعون عن النبي بنفسهم

هم للحبيبِ إلى العدو ِّ حسامُ

باعوا غرورَ العيشِ في كنف الأسى

وسعوا إليكَ وفي الفؤاد وئامُ

من بعد يأس ٍكان دار َ مقامِهم

بك َ سيدي تتحقق الأحلامُ

لك َ من وريدي دفقةٌ وتشوقٌ

وتعلقٌ يا قدوتي وسلامُ

لكَ يا ابن آمنةٍ رأيتُ بمولد ٍ

جللا كما يأتي الوجودَ عِظامُ

لمَّا نزلت َ أضأتَ شبه َجزيرةٍ

كانت خرابا والقلوب ُ ظلامُ

وشهدتُ آمنةً أنارتْ حولها

وإلى السماءِ رنا وهام غلامُ

واهتز عرشُ الرومِ وانهارت به

شرفاتُه فتعجب الأقزامُ

والنارُ أخمدها الإلهُ بفارسٍ

من حولها من ألف عامٍ داموا

ورأيتُ مكةَ في ذهول ٍ عندما

في ساحهم تتساقطُ الأصنامُ

ما من مليكٍ في الوجودُ سريرِه

إلا وهُزَّ فذي الخطوبُ جسامُ

إبليسُ كان إلى السماءِ جميعها

تمشي لها من خبثه الأقدامُ

حتى أتيتَ منعتَه بقدومكم

والشُّهْبُ تلقمُ من إليها حاموا

ورأتْ ملائكةَ السماءِ حليمةٌ

والبدرُ في وجهِ الصغير ِتمامُ

شقوا عن الصدر الجليل شرورَه

وعلَوا وفوق المكرمين غمامُ

والعنزةُ العجفاءُ باللبن الذي

ما كان …فاضتْ ..والأمانُ خيامُ

هذا نبي الله في ميلاده

ومجيئه تتشرف الأيتامُ

بكَ قد نجا الملكوتُ من أغلاله

بل و انتهت بقدومك الآلامُ

وأتيتَ بالدينِ الحنيفِ مؤيدا

ومباركا وتحفُّكَ الأنسامُ

فالعبدُ حر ٌّ لا يدينُ لسيدٍ

وسوادُه بعد الحبيبِ وسامُ

هذا بلالٌ كان عبدا أسودا

كم طاله. لثباته الآيلامُ

فإذا به قد صار أمتعَ صاحب

نحو الصلاةِ أذانه الإعلامُ

أولستَ للعقلاء كنت مبشرا

أما الجحود جزاؤه الصمصامُ

والنعرةُ القبليةُ انقتلتْ فما

عادت بهم تتفاخرُ الأعمامُ

والخمرُ لما أن أتى أمرٌ لها

سُكِبت بحورا وانتهت أزلامُ

وتقاربت كل ُّ الشعوبِ بدينها

وتواصلتْ في حبِّكَ الأرحامُ

دينٌ أعاد إلى القلوبِ رشادَها

وتراقصت من أُنسِها الأنسامُ

والعدلُ ..ذمِّيٌّ كمن هو مسلمٌ

فالكلُّ في الإسلامِ ليس يضامُ

وتعدَّلتْ قيمٌ وأضحى بعده

ما اختل في هذا الوجودِ نظامُ

يا مولد َالهادي أتيتَ بنفحةٍ

مكيَّةٍ ..قد خانني الإلهامُ

لا ألفَ ديوانٍ يفي لمحمدٍ

فمحمدٌ. لا يحتويه كلامُ

هذا قصيدي قد أتى شرفا له

متوضئا وثيابُه الإحرامُ

يمشي على جمرِ التلهُّفِ زائرا

والشوقُ خيلي والحنينُ زمامُ

مهما أتيتُكَ بالبيانِ.. بلاغتي

صفرٌ إذا ما صادفته كرامُ

لا جودَ عند الجودِ حسبي أنني

حاولتُ.. مَن عند الكريمِ يلامُ

صلى على الهادي البشيرِ فؤادُنا

ما دام في ملكوتنا الأجْرَامُ

وصلاةُ ربي والوجودِ جميعه

هي خيرُ بدءٍ سيدي وختام ُ

الشاعر إبراهيم حسان

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى