من قبل أن يستيقظَ الفجرُ
قامت كأنّ خدودها البدرُ
تتلو على الدنيا ابتسامتها
فيهيم – في أصدائها- الشعرُ
أنثى كأنّ الشمسَ طرحتها
وكأنّ لونَ عيونها البحرُ
تخضرُ من خطواتها وَلَهَاً
طرقاتها و يغردُ الزهرُ
للنهرِ قد نزلتْ بجرتِها
لا أدري من هو منهما النهرُ
فتقاطرتْ من حولها دنفاً
أندى الغيومِ و غمغمَ القطرُ
خطواتها من سندسٍ فإذا
مرتْ بجدبٍ أزهر الصخرُ
وقفت أمامي مثلَ أغنيةٍ
من رجعها تتقاطر الخمرُ
قالت صباح الخيرِ فاشتعلتْ
في القلبِ بابلُ و التظى السحرُ
أهلا صباح الخير يا وطني !
وتلعثمتْ كلماتي الخضرُ
من أين من أي الجنانِ متى؟
فتبسمتْ قالت أنا نورُ
أعرفتني؟ كلا.. نعم.. ضحكتْ
قالت لماذا المدُ والجزرُ ؟
أنا… يا فتاةَ الضوءِ قافيةٌ
ما مسّها – من قبلكم – حبرُ
ما ذقتُ – قبلَكِ حبَ امرأةٍ
كل الذي قد مرّ بي مُرُ
فلتعذريني إن بي شجناً
منه رضعتُ فأجدب الدهرُ
ها أنتِ مثلُ الغيمِ قد هطلتْ
أمطارهُ فتبسمَ العمرُ