ط
مسابقة الشعر العمودى

قصيدة : كأول شراع فى النيل . مسابقة الشعر العمودي بقلم / محمود عبد الله درويش عقاب . مصر

الاسم: محمود عبد الله درويش عقاب

العنوان: قرية دنشال/ دمنهور/ محافظة البحيرة/ جمهورية مصر العربية.
رقم الهاتف: 01008885284
فئة المشاركة: الشعر العمودي.
عنوان القصيدة:

(كأوَّلِ شراعٍ في النِّيل)

رَدَّ النَّسيمُ زفيرَ النَّايِ تَرْتِيلا
وصافحَ الضَّوءُ كفَّ الماءِ تبجيلا

وقبَّلَ الغُصْنُ وَجْهَ الشَّمْسِ في خَجَلٍ؛
حتَّى بدَتْ رَقَصَاتُ الظِّلِّ تَقْبيلا

مِنْ قَبْلِ أَنْ تطأَ النَّيلَ القوارِبُ؛
قدْ مشى شراعٌ أمامَ الموْجِ قنديلا

ليزرعَ النَّورَ في طينٍ تلوثَ مِنْ
دمٍ ينابعُهُ أخْطاءُ قابيلا

مترجمًا بالهوى برديَّةً، وعلى
كُهَّانِ قريتِهِ ينسابُ تأويلا

أملَى الهديلَ على سَمْعِ الحَمامِ؛ متى
تقابلَ الصَّمْتُ بالإيقاعِ تهليلا

ألقى وفيًّا على الأسْماكِ حكمتَهُ:
“مَنْ فارقَ النَّهْرَ ـ حتمًا ـ باتَ مذلولا”

“لِي فِي جبيني خُطوطٌ تُقْتفي جَلَدًا،
بها جنوبُ المعالي؛ صارَ مفتولا”

“ضخَّ الحليبَ شَمالاً؛ حينما وُلِدتْ
مِنْ نيلهِ الأبيضِ الأحْلامُ تدْليلا”

“جِلْبَابُهُ مِنْ نسيجي في الرَّياحِ كسَا
صَبْرًا على فطْرةِ الصَّيَّادِ مَجْبُولا”

طُنْبورُهُ مِنْ صِراخي ضِدَّ عاصفةٍ
أعارَ للوتَرِ الشَّادي المواويلا”

“مِنْ أيِّ ضَرْعٍ؛ أتى الثُّعبانُ رَضْعتَه؟!
وذاكَ شَعْبي أحالَ المُرَّ معْسُولا”

“مَنْ لوَّنَ الأرضَ دونَ الزَّهْرِ حمْرَتَها
فقد سعى في حقولِ الحُلمِ تَقْتِيلا”

“مَنْ شيَّدَ السَّدَّ فوقي، مثْلَ مَنْ زعموا
إيقافَ دَمْعِ الأسى يحتاجُ منديلا!”

“ولو بدا قلْبُ مِصْريِّ الهَوَى حَجَرًا؛
يشُقُّ بينَ ضِفافِ المَدْمعِ النِّيلا”

….هذا شراعٌ بدائيٌّ الهُيامِ سعى
مقدِّمًا في يدِ الأحجارِ إزميلا

شعْرى.. بدا ظَلَّهُ رغْمَ ارْتجالِ خُطىً..
صدىً بدتْ خلْفَهُ الأهرامُ ترتيلا

النيلُ مِنْ تَحْتهِ مثْلَ البراقِ سرى
إلى الرَّمالِ فما عادَت غرابيلا

حيثُ الحَضَارةُ في مَسْراهُ سُنَّتُهُ
وظلَّ في مُنْتَهاهُ القِبْلَةَ الأولَى

فالحُسنُ حِنطةُ وادٍ، هلَّ يُوسُفُهُ
فاكتالَ في القَحْطِ وجْهُ الكونِ تَجْميلا

لم يفْطِمِ الأرضَ، أطهى الخُبْزَ في فَمِهَا
أيَّامَ نالَتْ يَدُ الخَبَّازِ تَوْكيلا

ثِمَارُهُ في لُعَابِ المَاءِ مِسْبَحَةٌ
فِي وِرْدِها: باتَ صَوْمُ النَّارِ مقْبُولا

وبينَ موْجِ دمي: قَلْبي جزيرَتُهُ،
وقدْ رآها قَفارُ الحِقْدِ إكليلا

وجَفَّفَ الظِّلُّ خطْوَ الرَّمْلِ مِنْ عَرَقٍ
بشاطئٍ طرَّزَ الأشْجارَ مِنْديلا

والطَّمْيُ حَنَّى لعُرْسٍ كَفَّ ورْدَتهِ
وألبَسَ الأيْكَ في الكعْبِ الخلاليلا

كالطِّفلِ ينْصَبُّ فِي شِرْيانهِ لبَنٌ
للحُبِّ، فامْتدَّ شَطُّ القَلْبِ مَغْسُولا

ربابتي فَسَّرَتْ في الليلِ رُؤيَتَهُ
فألجَمَ اللحْنُ مَنْ أفتاهُ تَضْليلا

ينامُ، ما بخَّروا مِنْ غَدْرهِمْ دَمَهُ
يجْري، فلا ينْهَضُ السَّجَّانُ تكبيلا

تُكَحِّلُ البَسْمَةُ الغَرَّاءُ دَمْعَتَهُ
وكمٍ شراعٍ سعى بالحُبِّ تكْحيلا

فكيف نُجْري اختلافًا حول بسمَتِهِ؟!
وإنْ بكى؛ لن يرى غرقاهُ تزميلا..!

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى